كانت المشاركة السورية واللبنانية في قمة الأمم المتحدة موضع نقاش حتى اللحظة الأخيرة. وبينما تضاربت الانباء عن المشاركة السورية، تأكد أمس من ان التمثيل السوري سيقتصر على السفير السوري لدى الأمم المتحدة فيصل المقداد. ومن جهتها، سعت بيروت الى اظهار اهتمامها بأكبر اجتماع لقادة العالم، وأكدت مصادر دبلوماسية اجتماع الرئيس اميل لحود بالأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان نهاية الاسبوع.

وكانت سورية تعد للمشاركة في القمة على أعلى المستويات، ممثلة بحضور الرئيس السوري بشار الأسد وعقيلته، بحسب مصادر قريبة من الوفد السوري. وكشفت مصادر دبلوماسية لـ «الشرق الأوسط»، أن تعقيدات ملف التحقيق في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وشكوى رئيس لجنة مجلس الأمن للتحقيق ديتليف ميليس من عدم تعاون دمشق مع اللجنة، ساهمت في إلغاء حضور الأسد إلى قمة الأمم المتحدة. وذكرت المصادر الدبلوماسية أن سورية كانت تعد لحملة إعلامية ودبلوماسية مكثفة أثناء مشاركة الرئيس الأسد، غير أن إلغاء الزيارة دفع دمشق إلى عدم إرسال وفد إلى القمة. وكشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى أن وزير الخارجية السوري فاروق الشرع الذي كان من المفترض أن يرأس الوفد السوري قرر عدم حضور القمة. وأضاف المصدر: «إن هذا البلد (في اشارة الى الولايات المتحدة) لا يحترم التزاماته». ورفض المصدر التعليق على انباء عن الصعوبات التي واجهها الشرع في الحصول على تأشيرة لدخول أراضي الولايات المتحدة. والجدير بالذكر أنه خلال عضوية سورية في مجلس الأمن قبل عامين، ألغى الشرع زيارتين كان من المقرر القيام بهما إلى واشنطن بسبب عدم رغبة الرئيس الأميركي جورج بوش للاجتماع به. وتفيد مصادر الأمم المتحدة أن التوتر في العلاقات السورية ـ الاميركية نتيجة ملف العراق والملف اللبناني قد أخذ بالتزايد مما دفع أن تكون مشاركة سورية في قمة الأمم المتحدة متواضعة للغاية. وصار من المؤكد أن المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيصل المقداد سيمثل سورية بمفرده في أعمال القمة والدورة التاسعة والخمسين للجمعية العامة. ومن الجهة اللبنانية، أكد وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ، لدى تمثيله رئيس الجمهورية اميل لحود في اجتماع للأمم المتحدة حول مكافحة الفقر، ان لبنان «متمسك بمنظمة الامم المتحدة وبالمقاصد النبيلة لميثاقها الذي شارك لبنان في صياغته كعضو مؤسس».

ونقلت «الوكالة الوطنية للاعلام» اللبنانية الرسمية عن الوزير صلوخ الذي يرافق لحود الى افتتاح الدورة الستين للامم المتحدة، قوله: «ان لبنان يشارك في هذه الدورة وفي القمة العالمية التي تسبقها ليؤكد الاهمية التي يوليها للمجهود الدولي في معالجة القضايا التي تهم الشعوب واستقرارها».

وقالت مصادر من الوفد اللبناني ان الرئيس لحود سيجتمع بأنان يوم الجمعة المقبل وسيتناولان مواضيع عدة، خاصة الوضع في لبنان. وسيتركز البحث على الموقف اللبناني من القرار 1559، وتحرك الحكومة اللبنانية لتفعيل الحوار بين الفصائل اللبنانية حول تطبيق هذا القرار.

وسيتناول الاجتماع المرتقب المراحل التي قطعها التحقيق في جريمة اغتيال الحريري. وقالت المصادر الدبلوماسية ان لحود سيؤكد لانان ان الدولة اللبنانية ستنزل أشد العقوبات بحق من يقرر القضاء إدانتهم.

وسيبحث الرئيس لحود مع الامين العام للأمم المتحدة عمل القوات الدولية في جنوب لبنان بعد قرار مجلس الامن بالتمديد لها ستة اشهر اضافية، والرغبة التي أبدتها الامم المتحدة في تفعيل التعاون بين القوى الامنية اللبنانية والقوات الدولية.

وفي بيروت، أبدى الرئيس السابق للحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي تفاؤله بعقد القمة، معتبرا «ان انعقاد المؤتمر الدولي لدعم لبنان يؤكد انه ليس وحيدا وان الدول الكبرى تواكب التطورات فيه وهي مستعدة لمساعدته».

إلى ذلك، قال نائب رئيس الحكومة اللبنانية السابق عصام فارس: «ان تعاطينا مع الامم المتحدة يجب ان يؤكد على الالتزام بالشرعية الدولية واحترام القرارات الصادرة عنها».

مصادر
الشرق الأوسط (المملكة المتحدة)