أينما كنت ... ومهما وليت وجهك عني فستشاهدني في كل مكان، فأنا السبية التي اقتادها تيمورلنك بعد أن أحرق كل المدن ... وأنت تهوى حرق المدن لكنك غير قادر على "السبي" الذي تعلم أن الحياة أبقى منك ... أقوى من الموت المزروع في تلعفر أو بغداد ... ما الفرق سواء قمت بإحراق أجساد أبنائي، أو قامت الطائرات بتمزيق أجسادهم نيابة عن "تراثك الغبي"...

"تيمور الزرقاوي" لم يستطع أن يجوب على تفاصيل جسدي لكنه كان قادرا على حرق الحنين لأرض الفردوس المفقود، لذلك لأن أبكي الأبناء الممزقين، ولن أجفل من تطاير الدماء لأنني محصنة منذ أن سبى تيمورلنك جدتي فأصبحت سليلة السبايا والرجال المقهورين.

ما تفعله اليوم لن يحررك من الهزيمة، كما لن يحرر "الرجال المستحدثين" من أزمة "أرض الحضارات" وأنا لن أصرخ وانتحب لأنك حررتني من الخوف كما حررني القادمون من الغرب بعد أن حطموا رهبة الموت .. كلاكما تزرعون الموت لكننا عصية على الفناء ...

أريد أن أذكرك بعصر المماليك طالما أنك بين حريمك سيد، وخليفة على أجساد بانتظار الموت. فأنت مازلت تتخيل العالم قلعة وسلطان وقدرة على القتل، وشركاؤك غير المعلنين يتصورون العالم فوضى قادرة على الانتشار بفعل طائرات الأباتشي وسيارات الهمر وربما أجساد المارينز البراقة. إنكم واهمون حتى ولو انتصرتم ... لأن عصر السبايا لا ينفجر لكنه سينجب عبيدا يتحملون الموت.

هواجسي تحترق بصور الأبطال الجدد .. بصور العمائم أو بالبذات المبرقعة والعضلات المفتولة واللهجة الأمريكية على طريقة "الكاوبوي" ... وهواجسي تتلاشى مع مشهد أيمن الظواهري عندما يختصر التاريخ بـ"رسالة" أو حتى بتخيل الكون مجالا لغزوات القبائل.

الصراخ في الإعلام كاذب لأني اختزن حرقة عصر السبايا ... وأترك للرجال حرية النحيب ...