شن رئيس حزب النهضة الوطني الديمقراطي السوري عبد العزيز المسلط أعنف هجوم على المعارضة السورية التي رفضت المشاركة في مؤتمر باريس، واصفاً إياها بالمعارضة البالية وغير المؤهلة سياسياً وفكرياً وثقافياً. وقال المسلط في بيان صحافي: «لقد أعتدنا في سوريا أن نواجه صداعاً لحظياً بسبب الثقافة الشمولية من جانبين يمثلهما النظام البعثي من جانب، والمعارضة الأكثر شمولية وتحجراً من جانب آخر.

وكلنا يعلم بأن هذه المعارضة التقليدية البالية التي تترنح يميناً وشمالاً غير مؤهلة سياسياً وفكرياً وثقافياً لإعادة إنتاج مشروعها الوطني المتكامل، والسبب في ذلك تلك الرؤى الرعناء والقاصرة في تحديد الأولويات التي يرافقها نوعاً من حسابات الحقل والبيدر».

وركز المسلط هجومه على التجمع الوطني الديمقراطي المعارض، الذي يضم خمسة أحزاب ناصرية ويسارية، حيث اعتبر أن بعض «شخصيات التجمع الوطني الديمقراطي لا تنفك أن ترمي بحممها السوداء على كل من يحاول وضع لبنة في مدماك العمل الوطني، مثلهم في ذلك مثل رفاقهم البعثيين الذين وجدوا بأن قاعدة التطور السياسي لا تبنى إلا بفلسفة الرفض على حساب القبول وتلك فلسفة رثّة يعلمها القاصي والداني،

ونحن نتفهم تلك الأزعومات وليست (المزاعم) وجملة الادعاءات المبتذلة والتخرصات الكثيرة التي تحاول النيل من الشخصية الوطنية الحقيقية لتلك المعارضات الناشئة والجادّة في رسم ملامح جديدة في العمل السياسي». ورأى المسلط أن «التجمع الوطني الديمقراطي يعيش حالة فصام شخصي في سياساته ومركباته الإيديولوجية والتنظيمية منها على حد سواء، بمعنى أنه يقف على مفترق طرق ولا نريد القول بأنه في حالة احتضار سياسي،

وإن ما قد تفرزه صيرورة التحولات السياسية والاجتماعية في العالم عموماً قد يحدد منحاً جديداً للخطاب السياسي والثقافي الناشئ بفعل صيرورة التجربة التاريخية يؤسس لشرعية جديدة يشكل ذلك الخطاب أحد أبرز دعاماتها، وبالتالي فقد نجزم بأن كلا الخطابين سواء الإسلامي السياسي التقليدي، والخطاب القومي الاشتراكي الاجتماعي سيكون بمنأى عن ديمومة التطورات وقوانينها». أضاف: «وبعدها ليس من حق أحد أن يدعي بأنه جسد المعارضة أو أحشائها،

وإذا كان التجمع يعني ما يقوله في وسط تلك الضبابية السياسية التي خلقها النظام السوري فإن القوى الليبرالية الوطنية تمثل رأس المعارضة، ولا جسد من دون رأس».وأهاب المسلط بقوى المعارضة السورية «أن تحتكم إلى شفافية الخطاب الثقافي المحدد دون الخوض في تفصيلات وتفرعات أخرى من شأنها أن تقض مضجع العمل السياسي وتقوض مشروعه الوطني».

وأكد على أن حزبه عازم على «إيجاد الأرضية المشتركة لجميع القوى الوطنية، وأننا حزمنا أمرنا باتجاه دفع المشروع الوطني الديمقراطي إلى سوية جديدة من العمل المنظم وبالتنسيق مع القوى التي ترى بأن الشمولية باتت سمة رئيسة لبعض قوى المعارضة التقليدية، تلك القوى التي تعي خطورة المرحلة سياسياً واجتماعياً وثقافياًفي ظل تداعيات أشبه ما تكون بدوامة افتقار للخط والرؤية وغياب أفق التنسيق ووحدة الموقف المعارض، كما نهيب بالقوى الناشئة من رحم الفكر الديمقراطي الحقيقي أن تعمل على إسقاط مشروعية المعارضة التقليدية الرثّة وبرنامجها العام والذي لا يحمل إلا رماداً أسود من عهد النكسات القومية والتضليل الديماغوجي».

ووجه المسلط خطابه إلى الجيل الشاب في سوريا مؤكداً أن «الالتفاف حول مشروع وطني ديمقراطي شاب إنما يقود إلى مرتسمات جديدة وتجليات واضحة في مسار العملية السياسية في سوريا، بحيث يعيد بها بناء توازنات القوى السياسية بما يخدم سبيل التحول الديمقراطي».ويعتبر حزب النهضة أبرز الأحزاب السورية الداعية إلى عقد مؤتمر للمعارضة في باريس.

مصادر
البيان (الإمارات العربية المتحدة)