أجمع نواب في العاصمة السورية دمشق على أن سلسلة التصريحات التي صدرت في الأيام الأخيرة عن مسؤولين عراقيين وأميركيين حول تورط سوريا في العنف الدائر في العراق، تأتي في سياق تشديد الضغوط الأميركية على سوريا بغية تركيعها وإجبارها على الرضوخ للمطالب الأميركية في الملفات الفلسطينية والعراقية واللبنانية، فيما أكد سفير سوريا السابق لدى إيران تركي صقر أن بلاده قدمت كل ما تستطيع لضبط حدودها مع العراق.

وأكد عضو مجلس الشعب ونقيب الصحافيين الدكتور صابر فلحوط، أن السوريين يعتقدون جازمين «من أصغر مواطن إلى أعلى مسؤول في السلطة أن هذين الضغوط على سوريا والتي تتخذ من الساحة العراقية في هذه اليومين مجالاً لها إنما تستهدف إضعاف سوريا وتغيير هويتها وموقفها ومسيرتها الوطنية والقومية».وأشار فلحوط إلى أن تصريحات المسؤولين الأميركيين والعراقيين «تعبير عن المأزق العراقي وعما تواجهه القوات الأميركية من توحل وتورط وخيبة في استيعاب الوضع العراقي».

وبقيت إلى أن سوريا لا ترغب ولا تتمنى أن تتفاقم الحالة الراهنة بينها وبين وأميركا ولا تسعى لإغضاب أميركا، وإنما تفتح صدرها وقلبها للحوار معها وفي الوقت نفسه نتمنى أن تحاورنا أميركا بالحجة والمنطق وليس بالطائرات والصواريخ كما تفعل في العراق.

إلى ذلك رأى عضو مجلس الشعب السوري حنين نمر أنها ليست هي المرة الأولى التي تصدر عن مسؤولين أميركيين وبعض المسؤولين العراقيين اتهامات واضحة ضد سوريا ولكنها على ما يبدو، وفيما يخص السفير الأميركي في بغداد تحديداً، فإنها قد تكون المرة الأولى الأكثر عصبية وحنقاً،الأمر الذي يمكن تفسيره بسهولة بأن الإدارة الأميركية وبعض الموالين لها في بغداد أصبحوا يشعرون بحرج شديد أمام شعوبهم وأمام الرأي العام العالمي وأن كل مخططات التدمير والقصف لمدن العراق لم تؤد إلى نتيجة ملموسة حتى الآن ويتجهون إلى صرف الأنظار عن السبب الحقيقي لفشلهم المتكرر في السيطرة على زمام الأمور ألا وهو الاحتلال نفسه بتحويل الأنظار نحو مصدر خارجي يلصقون به الاتهامات جزافاً مرة صوب إيران ومرة صوب سوريا.

من جهته لاحظ المحلل السياسي عساف عبود أنه «كلما توترت الأمور بين دمشق وواشنطن جاء التصعيد من مسؤول عراقي او أميركي».كما لاحظ أن حجم العمليات لا يتناسب مطلقاً مع عدد المتسللين المزعومين فعدد المتسليين قليل جداً بالنسبة لهذا الكم من العمليات التي تحدث في العراق يومياً.

من جهته قال تركي صقر سفير سوريا السابق لدى إيران ـ في تصريحات لإذاعة سوا الأميركية ـ إن سوريا قدمت كل ما تستطيع لضبط الحدود وأخذت أكثر من وفد صحافي ودبلوماسي لمشاهدة ما قامت به على الحدود العراقية السورية إلا أن الإدارة الأميركية تصعد دائما من تصريحاتها وتهديداتها.كما نفى الدبلوماسي السوري الاتهامات الموجهة إلى بلاده بتدريب عناصر من تنظيم القاعدة داخل أراضيها، قائلا إذا كانت هناك إثباتات فيجب إعلانها في وسائل الإعلام .

وأضاف أن سوريا عانت من الإرهاب وأنها تقوم بعمليات مستمرة لمكافحته، وان سوريا من مصلحتها استقرار الأوضاع في العراق باعتباره جارا ولها حدود طويلة معه وأي اضطراب على أراضيه سينتقل إليها لذلك فإنها تحرص على أمنه واستقراره.

وحول احتمال قيام القوات الأميركية بعمل عسكري تجاه سوريا خاصة في ظل وجود الجيش الأميركي في العراق قال صقر نحن لا نعرف ما هي المخططات الأميركية وهل تريد الولايات المتحدة توسيع دائرة النار في المنطقة والانتقال إلى بلد آخر نتيجة المأزق الموجودة فيه الآن في العراق؟.

مصادر
البيان (الإمارات العربية المتحدة)