تزايدت الضغوط الاميركية على سوريا في الآونة الاخيرة لتصل الى الطريق ذي الاتجاه الواحد ألا وهو التهديد بالتدخل العسكري حسب تصريحات زلماي خليل زاده السفير الاميركي بالعراق الاخيرة.

ويمكن تشبيه الضغوط الاميركية على العراق بحبل الانشوطة الذي يجرى شده من جانبين هما تسلل المتطرفين للعراق عبر الحدود السورية والزعم بعدم تعاون دمشق مع لجنة تحقيق دولية تبحث في اغتيال رفيق الحريري.

وفي تقديري الخاص ان الضغوط التي تتعرض لها دمشق الآن ليست مقصودة في حد ذاتها وانما هي مجرد تنفيس عن الضغوط الرهيبة التي تتعرض لها الادارة الاميركية الآن من كل حدب وصوب بسبب فشل سياستها في العراق أو في ادارة كارثة الاعصار كاترينا‚ فضلا عن اخفاقها في احتواء ايران وحملها على تعليق برنامجها النووي لذلك بدت تحذيرات الرئيس الاميركي الاخيرة لدمشق متسرعة وغير مقنعة خصوصا فيما يتعلق بتحميلها مسؤولية مراقبة حدودها مع العراق واميركا تعرف قبل غيرها صعوبة مثل هذا الاجراء الذي يتطلب تجهيزات مكلفة يصعب توفيرها بين عشية وضحاها.

والاتهام عينه بالتقصير في حراسة الحدود يمكن توجيهه للادارة الاميركية التي فشلت في وضع حد للعنف في العراق والذي تتحمل مسؤوليته مادامت لم تحدد للآن جدولا زمنيا للانسحاب من بلاد الرافدين.

اكثر العبارات استفزازا في تحذيرات «بوش» الاخيرة الموجهة للرئيس السوري بشار الاسد شخصيا قوله «المتطرفون يتسللون ويقتلون ابرياء ويقتلون شعبنا ايضا» وبامكانك وضع ماشئت من خطوط حمراء وصفراء تحت كلمة «شعبنا» التي اراد بها «جيشنا» دون ان يلفظها هكذا حتى لا ينكشف ضعف حجته لأن جيشه ايضا يقتل الابرياء بحجة مطاردة المتطرفين الذين لم يفلح «جيشه» على قوته وبأسه في القبض على قادتهم فكيف تستطيع سوريا ذلك؟!

لا ادري لماذا كلما تمعنت في تحذيرات الادارة الاميركية لسوريا يقفز الى ذهني قول جرير في الفرزدق:

زعم الفرزدق ان سيقتل مربعا

أبشر بطول سلامة يا مربع

فأبشري بطول سلامة «دمشق» يا فيحاء لأن الادارة الاميركية غارقة حتى اذنيها في الخيبات.

مصادر
الوطن (قطر)