في خطوة ليست بجديدة على قوات الاحتلال الاميركي وحلفائه في العراق والقائمين على الحكم المؤقت اجتاحت الآلة العسكرية العمياء كل ما أمامها من بشر وحجر أخضر ويابس في تلعفر..

لتضرب بذلك مثلا جديدا في عالم النذالة والحقارة اللاانسانية المعهودة لدى الطامعين والمتاجرين في البشر من أجل حفنة دولارات‚ الا ان خطورة ذلك لم تقف عند حدود الجغرافيا والديموغرافيا بل بدأت تنصب الفخاخ لجر دول أخرى للمستنقع الذي لم يعد احد قادرا على الخروج منه في الوقت الراهن.

ولانهم يريدون توريط اكبر قدر من الدول المحيطة بالقضية فقد اشتدت اللهجة المعادية لسوريا وتم اتهامها بإيواء المناوئين للحكم الحالي في العراق وكذلك المتطوعين من الدول الاخرى الذين اتوا خصيصا للقيام بادوار مقاومة للمحتل وأعوانه في السلطة التابعة له‚ وهو الامر الذي استدعى قيام حملة عسكرية من عشرة آلاف جندي اميركي وعراقي للهجوم على تلك البلدة التي تصادف انها لا يمكن وصفها باي حال من الاحوال على انها بلدة حدودية لانها وحسب موقعها الجغرافي تبعد حوالي مائة كيلومتر عن الحدود السورية العراقية.

هنا نتساءل لماذا تقدم القوات الاستعمارية على استباحة مدن مأهولة بالسكان دون ان تقف في مواجهتها اي منظمة اقليمية او دولية‚ وكأن ما يحدث ليس بجريمة ضد الانسانية‚ وكان دماء الاطفال والنساء والمدنيين العزل ليس لها قيمة بحيث يسكت عنها الضمير العالمي ويغض الطرف تماما وكأن شيئا لم يحدث‚ وهل اصبح الوضع مقلوبا ليتم محاكمة الاهالي دون اي ذنب يقترفونه الهم الا انهم ولدوا في تلك البقعة من العالم.

نتمنى على منظمة الامم المتحدة ان تقوم بدورها المنوط بها في حماية العزل والتصدي للحملات العسكرية غير المبررة التي تشنها آلة الحرب الاميركية والتي تحصد الاخضر واليابس في ظل الصمت الدولي الذي تعتبره الولايات المتحدة بمثابة تفويض صريح باستخدام القوة ضد من تشاء وفي اي وقت تشاء‚ الا ان ذلك لا ينفي ان العالم لا يمكن ان يصمد طويلا امام هذه الهجمات البربرية التي ستنتقص حتما من شرعية الامم المتحدة وستؤكد على انحيازها الواضح والصريح لصالح القطب الاوحد.

الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ايضا عليهم دور أكبر في توصيل معاناة هؤلاء الابرياء والمدنيين العزل اخوانهم في العروبة والاسلام الى المحافل الدولية والمطالبة بوقف هذه المجازر الوحشية التي ستظل وصمة عار في جبينهم اذا لم يتحركوا بجدية وينفضوا عن اذهانهم احقاد الماضي واخطاء المرحلة السابقة‚ العرب اولى الناس بالقضية العراقية وان لم يتحركوا فسوف تسقط اي محاولة في التضامن او لم الشمل من جديد بعد ان يتيقن الجميع ان العربي لا يقف الى جانب العربي وان عليه ان يحتمي بالاميركي من أخيه بدلا من ان يمد له يده بالسلم والعون .

مصادر
الوطن (قطر)