شن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية هجوماً حاداً على سوريا اتهمها فيه بالتسبب بالمتاعب ليس في العراق وحسب، عن طريق السماح للمقاتلين الأجانب بالتسلل إلى البلاد، وإنما أيضاً في لبنان وفلسطين.

وأشار آدم إيرلي إلى الجولات التي قامت بها الحكومة السورية على الحدود لكي تظهر للدبلوماسيين والمراقبين الأجانب مدى صعوبة إقفال الحدود، واصفاً هذه الجولات بأنها "مجرد استعراض" ولا تثبت شيئاً.

وقال إيرلي يوم الجمعة: "أصبحت سوريا تعتبر أكثر فأكثر عاملاً من عوامل عدم الاستقرار في المنطقة. الأمر لا يتعلق بالعراق وحده، إنه يتعلق بالعراق، لبنان، والسلطة الفلسطينية. لأن هناك علاقة بين سوريا وبين الإرهاب والقتل والفوضى في كل من هذه الدول".

حكومة الرئيس بشار الأسد مصرة على أنها تفعل كل ما بوسعها لإبعاد المقاتلين الأجانب عن عبور الحدود إلى العراق وقالت سابقاً أنها كانت تحاول السيطرة على الميليشيات الفلسطينية المعادية لإسرائيل الموجودة في دمشق.

يعتقد الأمريكيون أن العديد من التفجيرات الانتحارية التي تجري في العراق منذ الغزو الأمريكي تتم على أيدي مقاتلين أجانب كانوا قد دخلوا البلاد عن طريق سوريا. وزعمت وزارة الخارجية الأمريكية وغيرها من المتحدثين باسم الولايات المتحدة أن المقاتلين يعبرون عن طريق مطار دمشق الدولي ويتمتعون بالحصانة على طول الطريق إلى الحدود.

جاءت ملاحظات إيرلي يوم الجمعة رداً على سؤال من أحد الصحفيين حول سبب رفض الولايات المتحدة الضمانات السورية ورفضها التعاطي مع سوريا "في سبيل التوصل إلى حل للوضع في العراق بدل اللجوء إلى الخطابات والتصريحات ضد سوريا". قال إيرلي: "اسمع: هناك أناس أبرياء يتم تفجيرهم في العراق وهذا ليس بسبب الخطابات وليس بسبب افتقارنا للرغبة في الحوار. الناس يتعرضون للتفجير في العراق بسبب سوريا التي تسمح باستخدام أراضيها من قبل الإرهابيين المصممين على زرع الفوضى والقتل في العراق. لكنهم لن ينجحوا في ذلك لأن المجتمع الدولي مصمم على عدم السماح لهذا الوضع بالاستمرار".

اتهم إيرلي سوريا، التي قامت مؤخراً بسحب جيشها من لبنان، بأنها مستمرة في ممارسة الضغوط التي تهدد سيادة لبنان وشعبه.

أما بالنسبة للسلطة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية فقد قال إيرلي أن سوريا مستمرة في دعمها لـ" العناصر الإرهابية التي ترغب في تدمير عملية السلام، وهي بهذا بعيدة عما أجمع عليه العالم كله".

السبت الماضي اجتمع الأسد مع قادة 10 من الفصائل الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقراً لها. وقالت وكالة الأنباء السورية سانا أنه طلب منهم رص الصفوف والاستمرار في نضالهم حتى إقامة الدولة الفلسطينية.

أضاف إيرلي أن سوريا تجاهلت مطالب وزير الخارجية السابق كولن باول، والحالية كونداليزا رايس وغيرهم من مسؤولي الخارجية الأمريكية حول إيقاف عمليات العبور عبر الحدود: "ألا تدرك سوريا أن هناك شبان من اليمن والسعودية وأفغانستان وإيران يأتون إلى مطار دمشق الدولي بتذكرة ذهاب بلا عودة وليس لديهم مكان يعيشون فيه ولا عمل، وبعدها يجدون طريقهم إلى العراق حيث يربطون أنفسهم بالقنابل ويقومون بتفجير أنفسهم مع آخرين ويقتلون النساء والأطفال في الأسواق؟.

لماذا تستمر سوريا في السماح باستمرار حصول هذا، إلا إذا كان هناك قرار بتعمد السماح بذلك؟ من المؤكد أن هناك عدم استعداد لاتخاذ خطوات لإيقاف هذا الوضع".

بعد ذلك سأله الصحفي عن الرحلات إلى الحدود السورية التي كانت تهدف إلى إظهار المحاولات السورية لإبقاء الحدود مغلقة فأجاب: "لا أعرف ما هو الاستعراض الذي نظمته السلطات السورية على الحدود، لكن حقيقة الأمر هي أن هناك متمردين ينتهي بهم الأمر في العراق وهم يفجرون أنفسهم ويقتلون الناس وهم ما كانوا ليستطيعوا عمل ذلك لولا سوريا والأراضي السورية التي تلعب دوراً حاسماً كوسيط بين الطرفين".

مصادر
الأسوشيتيد برس