قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط "اتهمت جهاز المخابرات السوري اللبناني بالتقصير او التامر او التخطيط" لجريمة اغتيال الحريري مضيفا "حتى لو كنت متسرع في إطلاق تلك الاتهامات، فما الفائدة، ألقيت الاتهامات ولا نتراجع عنها" وتأتي أقوال لبرنامج زيارة خاصة على محطة الجزيرة بعد تصريحات كان طالب فيها عدم اطلاق الاتهامات وانتظار النتائج التي ستيوصل إليها القضاء اللبناني.

ورغم ذلك فإن جنبلاط عزا اتهاماته لسوريا لأنها "كانت ممسكة بزمام الحياة اللبنانية السياسية والاقتصادية إضافة إلى التشكيلات الأمنية والإدارية في الجيش والدرك"، مشيرا إلى أن هذا جعل " صعوبة لتبرئة سوريا من خلال هذه الوضع في لبنان".

وعاد جنبلاط ليعترف خلال اللقاء "بالشق الايجابي للوصاية السورية و بدورها الفعال في إعادة خلط الألوية اللبنانية على الطريقة الوطنية"، معبرا عن مدى احترامه للجهد الذي بذلته سوريا في ترسيخ قاعدة معرفة العدو من الصديق حيث قال:" لولا سوريا بقيادة حافظ الأسد والدور الذي لعبه العماد حكمت شهابي لما توصلنا إلى جيش حمى المقاومة ".

وفيما انتقد جنبلاط بشدة وصول أميل لحود إلى السلطة واصفا قرار التمديد له بـ" الغبي" و " غير المسؤول " قال إن قرار التمديد أدى بسوريا إلى عزلة عربية وعالمية كما هدم كل ما بناه الرئيس الراحل حافظ الأسد خلال سنوات حكمه مشيدا في الوقت نفسه بالعلاقات الطيبة التي كانت تجمعه بالرئيس الراحل حافظ الأسد واصفا إياها "بالعلاقة الغريبة من نوعها"، فمن جهة اعتبر جنبلاط أن نظام حافظ الأسد سياسيا مسؤولا عن حادث اغتيال والده كمال جنبلاط ، و من جهة أخرى فهو(الأسد) شخص يكن له كل الود و الاحترام وتربطه به علاقات طيبة.

وقال جنبلاط أنه تلقى اتصالا من رفعت الأسد ينفي فيه ضلوعه في عملية الاغتيال وأنه رد عليه " بان ملف الاغتيال قد طوي نهائيا بعد الأربعين" وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي كشف في لقاء بثته قناة الجزيرة عقب نبأ اغتياله لـ"برنامج زيارة خاصة" أيضا أن رفعت الأسد هو من اغتال الزعيم الدرزي كمال جنبلاط" مؤكد:" أن عملية الاغتيال تمت دون علم الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد" واكد أن وليد جنبلاط يعرف ذلك.

ورغم أن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط قال أن أحدا لا يشك في أهمية النهج الذي كرسته مدرسة حافظ الأسد في إعطاء سوريا حضورا عربيا ودوليا مضيفا "شعرنا معه بعد غياب المارد جمال عبد الناصر بان للعرب مركزا " قال في المقابل "لم أستطع حتى الآن التوصل إلى كيمياء مشتركة مع الرئيس بشار الأسد" بعد أن لفت إلى أن "الرئيس حافظ الأسد رفض التسويات المنفردة، فما من رئيس أمريكي إلا ورضخ إلى حد ما لشروطه، فاخترقت وجهت نظره كل الحدود لأنها كانت اشمل من وجهات النظر القطرية الضيقة ".

والمح الزعيم الدرزي إلى أن العلاقات اللبنانية السورية ستبقى بمنأى عن أية تطورات ايجابية إلى حين كشف الحقائق مع النتائج التي سيرتقي إليها التحقيق الدولي لاحقا، و تمنى في نهاية حواره ان يعود يوما ما ليزور سوريا و يلتحم بالشعب السوري ذو الماضي الوثيق الصلة بالشعب اللبناني .

مصادر
سيريا نيوز (سوريا)