عاد رئيس الحكومة أرييل شارون، من رحلته إلى الولايات المتحدة حاملاً وعد الرئيس بوش له بأنه "سيكون رئيساً للحكومة في الولاية القادمة أيضاً".

بحسب كلام المقربين منه، حصل شارون أيضاً على تشجيع كبير من جانب رؤساء دول وشخصيات كثيرة ممن التقاهم في هيئة الأمم المتحدة، وكذلك خلال المحادثات التي اجراها مع قادة يهود الولايات المتحدة نهاية الاسبوع. ووفقا لذلك سيحدد شارون خطواته التالية قبيل جلسة مركز الليكود في 26 ايلول. وليس ثمة ما يمنع أن يقرر قبل ذلك الموعد عدم المشاركة في المهرجان الذي يحضر له أنصار بنيامين نتنياهو استعداداً لتلك الجلسة. لكن إذا ما قرر شارون المشاركة في تلك الجلسة فلن يفعل ذلك إلا بعد ان ينجح أنصاره في حشد أغلبية واضحة لصالح إرجاء موعد الانتخابات حتى نيسان.
هل سيرد نتنياهو بالايجاب على هذا الاقتراح؟ الصحيح حتى الان هو أنه يواصل مهاجمة رئيس الحكومة. وهو فسر أيضاً خطاب شارون أمام هيئة الأمم المتحدة على أنه انسحاب حاسم من سياسة حركة الليكود. فشارون عبر في خطابه عن سياسة اليسار. والدليل على ذلك هو انه فور الانتهاء من خطابه أعلن وزير الداخلية اوفير بينس، ان شارون عبر في خطابه عن سياسة حزب العمل "ومنذ الان لا يوجد أي مشكلة لبقائنا في الائتلاف".

هذا هو أيضا موقف اغلبية وزراء اليسار الذين ادعوا حتى الان ان على حزب العمل اجراء فحص متجدد حول ما "إذا كان يتعين عليه مواصلة الشراكة الائتلافية مع الليكود في ظل الظروف القائمة". بكلمات أخرى، من شأن خطاب شارون أمام هيئة الأمم ان يزيح عن جدول الاعمال ايضا المطالب التي تقدم بها حزب العمل لادخال تغييرات على هيكلية موازنة الدولة.

على ضوء ذلك، لا يوجد دليل افضل على أن خطاب شارون في الأمم المتحدة لم يرض المعسكر القومي، فهو صوب منذ البداية نحو "المركز" بحسب تعبير أفراد حاشيته. لكن هذا الخطاب استُوعب تحديداً برضى كبير من قبل معسكر اليسار، إلى درجة أن حزب العمل لم يتردد في القول أن شارون عبر بدقة عن موقف الحزب السياسي والأمني.
في مقابل ذلك، بقي الليكود خائب الأمل. فالخطاب لم يعبر عن سياسة المعسكر القومي. وهو تضمن نوعاً من التراجع عن سياسة رئيس الحكومة. فعشية الانسحاب من غوش قطيف أعلن شارون أنه منذ الآن وصاعداً سنعرف فترة من التهدئة لعدة سنين، لكن لم تمر سوى أيام قليلة حتى بدأ شارون بالحديث عن "خارطة الطريق" مجدداً وعن "تنازلات مؤلمة" وهو قفز في خطابه فوق قضية "يهوداه والسامرة" كما انه لم يشدد على مسألة القدس بشكل كبير. مجدداً بدأت محادثات مكثفة بين واشنطن والقدس بالتدحرج. فالرئيس بوش حرص طبعاً على أن تجري المحادثات الثنائية مع شارون "بروح جيدة"، وهو حرص أيضاً على تشجيع رئيس الحكومة باعتبار ان انتخابه لولاية ثانية "مضمون"، لكن موظفيه لا يتوقفون عن أداء عملهم، فهم لم يشعروا بالذعر من تصريح شارون انه يعارض انتخابات بمشاركة "حماس". وكما هو معروف، فالولايات المتحدة لا ترفض مشاركة حماس في الانتخابات. وهي سبق لها ان اوضحت هذا الامر لاسرائيل، وعمليا، فان ابو مازن غير قادر ايضا على منع مشاركة أعضاء حماس في الانتخابات. وعليه فان الخيار قائم بين اجراء الانتخابات والغائها، لكن واشنطن تفضل حصولها.

يمكن الافتراض ان شارون سيوافق في نهاية المطاف على الانتخابات، على الرغم من تصريحاته المتشددة ضد حماس، بالمناسبة، هذه ليست المرة الأولى التي يعلن شارون فيها عن معارضته لمشاركة حماس في الانتخابات، ثم يصمت في النهاية.

مصادر
هتسوفيه (الدولة العبرية)