الأكيد أن الانطلاق من نقطة النهاية التي بلغتها في ورقة 14 تموز 2004 المعنونة قصة العلاقات السورية الأمريكية: 1970ـ 2004 هو الأكثر منطقية لتشريح ما انتهت إليه هذه العلاقات منذ ذلك الوقت ولمحاولة استشراف ما ستنتهي إليه في القادم من الزمان. حينها قلت أن عودة اليمين الأمريكي بما يمثله من جناح أقوي عدة وأشد تطرفاً داخل الحزب الإمبراطوري ستعني في المضمار السوري الإيغال في الضغط طلباً للإيناع ومن ثم القطف.

هل ما زالت تلك القراءة مسوغة؟ وهل الولايات المتحدة عازمة أولاً وقادرة ثانياً علي بلوغ شأوها؟ وما هي عدتها وسبلها في تحقيق هذا البلوغ؟

بداية فإن قرار بسط الهيمنة الشاملة علي محور طهران بغداد دمشق بيروت و رام الله بالقوة الشاملة (أي ليس العارية وحدها) تزاوج مع عودة اليمين إلي الحكم مطلع 2001. والثابت أن النواة لهذا اليمين هي شريحته التقليدية التي أضحت أكثر صقورية مع سقوط حائط برلين وآمنت أن الفرصة الآن سانحة أمام تسييد الهيمنة الأمريكية علي العالم والتي شرطها ودربها إزالة مواقع الممانعة المتفاوتة والباقية علي خط ذاك المحور. والحاصل أن القرار استأنف عملية خفت طابعها العنفي - وإن استمرت بأشكال أخري خلال سنوات كلينتون الثماني لتفضيل جناح الواقعية في المؤسسة الحاكمة ممثلة بأسلوب قفاز الحرير الساتر لقبضة الحديد العارية علي استعمال الأخيرة دون قفاز.

كان البدهي أن تبدأ عملية التصفية في بغداد حيث الحلقة الأضعف والأهم إذ أوهنتها سنوات الحصار الطويلة وتعمق الأخدود بين النظام وقطاعات واسعة من الشعب أضافة إلي وجود جيش من معارضي الخارج يقبلون فعل ما لا يفعل في خدمة مشروع احتلالي يصفي لهم ثاراتهم مع النظام. ولعل ما حسم مسألة الغزو هو انتعاش آمال الأخير في تكسير خناق الحصار خلال سنواته الخمس الأخيرة خطوة وراء خطوة مما عني أنه إن ترك لفترة أطول لتحول تململه داخل القفص إلي تحطيم لجدرانه وتفلت مهدد منه يوصله بعد برهة إلي مصاف الخطر غير القابل للاحتواء.

النقطة المركزية في تفكير صانع القرار الأمريكي حينها كانت أن غزو العراق واحتلاله لا بد بالضرورة وأن يؤول إلي اندياح مفاعيله علي جانبيه دون الاضطرار بالضرورة أيضاً إلي توسيع مدي الغزو خصوصاً مع محدودية القدرة عليه.
واللافت أن الفرقة المدرعة الرابعة والتي تأخر وصولها للمسرح العراقي إلي ما بعد انتهاء المعارك بسبب التمنع التركي أمرت بالاستعداد للزحف إلي دمشق نهاية نيسان 2003. لكن حسابات داخلية محضة رجحت العزوف عن ذلك الخيار معززة برهانا بدا واثقاً من أن فتح دمشق آتٍ ودونما حاجة إلي غزو مرهق يمد الخطوط ويصيب جسم القوات بهزال مؤرق نسبة لانتشارها المترامي.

من أين تأتت لواشنطن تلك الثقة؟

من مفاعيل نشوة النصر شبه السريع في العراق متصاحباً بانهيار الدولة ومفجراً لجيشان مكتوم من سخط متراكم لدي شرائح مجتمعية واسعة. قدّرت أن تشابهاً لا بأس به يسمح بتناظر في قراءة الواقعين السوري والعراقي وأن السقوط في بغداد يفتح الطريق علي تهاوٍ في دمشق كما جري ذات مرة مطلع 63 بين 8 شباط بغداد و8 آذار دمشق... مع فارق التشبيه.

وبغية استثمار الفوز العراقي إلي مداه وصل دمشق في مايو جنرال الواقعية النسبية داخل مخيم اليمين الصقوري كولين باول بأمل أن ينال بالسلم ما يغنيه عن الحرب.

ما الذي أراده بالضبط؟ تجريد دمشق من حليفاتها المقاومات الثلاث: اللبنانية والفلسطينية واحتمال العراقية (كانت تباشير الأخيرة حينها قد أضحت مرئية).

إن قراءة متأنية في العمق لرؤية صانع القرار الأمريكي حينها تشي بأن تشليح دمشق من مقاوماتها في الإقليم يعني التحول من فاعل إلي غير فاعل وصولا إلي مرتبة المفعول به. ضمن هذا السياق تضحي عملية التحول إلي ملعب بدلا من لاعب موطّأ لاختراق كاسح لبنية المجتمع بل والدولة السوريتين ينقل الوطن السوري إلي خانة لم يعهدها منذ الاستقلال.

هنا نحتاج إلي قراءة متبصرة بمقاصد السياسة الأمريكية نحو سورية:
-نزع صفة العروبة السياسية بالمطلق وإلي الأبد عن سورية. هي جمهورية سورية وليس الجمهورية العربية السورية. ولعل الأمر يبدو لغير المبالي وكأنه تفصيل إلا أن البسيط قبل الخبير يستطيع أن يعقد صلة وصل بين الرمزية والواقع. إن لسورية إن قدروا أن تصبح كيس أقليات.. أقليات عرقية وأقليات دينية وأقليات مذهبية. وليس لعرب سورية وهم غالبية شعبها الكاسحة وبنسبة 88% أن ينسبوا وطنهم وأنفسهم إلي العروبة فهي تهمة وداء يتوجب وأدها بعد تبشيعها والتشنيع عليها واتهامها بأنها أم الكوارث.

- تنصيب الكردية السياسية حارساً وصياً علي نظام شبه تحاصصي وبعض متفدرل في تماه نسبي مع عراق الاحتلال.

-إرساء سنية سياسية راجحة تعــــدل وتــــوازن الشيعية السياسية في عراق الاحتلال وترتكز علي:
أ ـ مجاميع برجوازية تضم في جنباتها مشتقات تقليدية وبيروقراطية وطفيلية.

ب ـ وعلي سند من اسلام سياسي تقليدي له حصة الشريك غير المهيمن في التركيبة المبتدعة ويوفر الترياق الناجع والمضاد لسم الجهادية الإسلامية الكامن.

ج ـ وعلي جماعات من المثقفين المنسوبين لليبرالية سواء منها العريق في انتسابه وولائه أم المستجد والوافد من ساحات رفعوا فيها بيارق العداء لليبرالية ليصبحوا منذ أواخر الثمانينات حُمّال يافطاتها مدفوعين بنفور غريزي من العروبة والإسلام وبحاجة ماسة إلي راع ٍ يتبعون ظله ويعتاشون تحت مظلته.

- إدماج سورية في منظومة أمن إقليمي تمتد من لاهور إلي بيروت تشكل تل أبيب مركز جاذبيتها وتسبح كمجرة في فلك السيد الأكبر.
يتطلب ذلك تصفية ملف الجولان بما يشمله من تطبيع علاقات تام ومن تقزيم وإبعاد للجيش السوري ليكون له سيناؤه . ومن نزع أسنان الكيان السوري بحرمانه من روادع التدمير الشامل .

- إدراج سورية في كل المنظومات الاقتصادية التي سبقها إليه الأردن ومصر والمغرب وآخرون، إضراب الكويز والتجارة الحرة المشروطة بشروط الشراكة مع إسرائيل.

يصاحب ذلك إشاعة ثقافة نابذة لكل مفاهيم الممانعة والاستقلال والعروبة تحول الفرد إلي مستهلك تحركه نوازع الكسب والإقتناء ويدين بالولاء لانتمائه الوطني تحت خيمة لوطن بالكاد منظورة.
عودة إلي مناقشة سبل نيل المقاصد مع نظرة علي سجل ما بعد بغداد:

اجتهادي هو أن صاحب القرار السوري عزم منذ فترة طويلة علي التمسك بمقاومتيه اللبنانية والفلسطينية تحت كل الظروف ومهما بدا للرائي غير البصير من تموجات تهتز بهذا التمسك. والدليل علي ما أقول هو أن النظام السوري فضّل ألف مرة أن يسحب قواته من لبنان.. كل لبنان عن أن ينال ولو قيد أنملة من حزب الله اللبناني كما اشتهي واضعو قرار 1559 ورغم محاولة غوايته بالبقاء في لبنان بل والتمدد جنوباً بعض الشيء مقابل هذا الجميل. قدّر النظام أن خسران حزب الله لا تعدله جائزة فكيف بها وهي مؤقتة وموقوتة.

ذات الأمر ينطبق علي حال المقاومة الفلسطينية الحليفة. وهنا لا أقصد شخصيات قيادية فأمرها هين ولكن علاقة أعمق وأعرض. ثالث المقاومات هي العراقية والتي عمودها الجيش بكافة صنوفه. هي أيضاً جزء حيوي من علاقة منفرجة البيكار وإن تفاوتت في العمق بين النظام وبين طيف واسع من المشهد السياسي العراقي. والثابت أنه منذ سقوط بغداد وأولوية دمشق هي إخراج الأمريكي منها إذ أن بقاءه هناك هو بالضرورة وصفة مكتملة الأركان لنقلة عبر الحدود من عاصمة العباسيين إلي عاصمة الأمويين. إذن هي.. قاتل أو مقتول. ومن نوافل الأمر أن تتحدث دمشق بأكثر من لهجة حول مسألة العراق لكن فروضه لا تحتاج في تبنيها إلي كثير جدل.

قد يقول قائل: لكن ما يجمع بين واشنطن ودمشق وحتي في العراق هو الخشية من الجهادية الإسلامية خصوصاً وأن الفيلق العربي سيفرز عائدين يبزون عائدي أفغانستان في بأسهم وخطورتهم علي دول المنبع. والحاصل أن الإجابة تحمل قدراً كبيراً من الاجتهاد: الجهادية الإسلامية هناك هي في حالة تراكب وتمفصل مع الكفاحية القومية لدرجة أن كثيراً من نشاطاتها هي أعمال ساتر للثانية.

ثم إن الأمن السوري هو من أقوي الأجهزة الإقليمية المتمرسة والخبيرة في الشأن الجهادي وبالتالي فلها من المراس والخبرة ما يكفل لجم تمددها للداخل. أمد الأمن السوري نظيره الأمريكي بآلاف الوثائق حول جهاديي الغرب خصوصاً وأن عدداً وافراً منهم هم ممن انتسبوا للطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين والذين فروا للغرب بعد هزيمتهم الطاحنة عام 82. بطبيعة الحال لم يجن النــــظام أي عائد من هذه التقدمة التي ظنها جديرة بالمكافأة بالمثل ومشجَّعاً بعامل أن الخصم مشترك فلم ّلا يساعد في تقويضه. كان رد الأمريكي: هل من مزيد؟ بل وفتح حنفــــية الكونغرس ليثب منها قانون محاسبة سورية وتحرير لبنان نهاية 2003 وليطلق قرار 1559 صيف 2004 وليحضر الآن قانون تحرير سورية علي غرار سلفه العراقي الصادر في أكتوبر 98 حتي يطلق في غضون أسابيع.

في ذات السياق تمت بنجاح عملية استعادة غير كاملة للبنان من الضفة السورية ليتحول رويداً إلي قاعدة لقوي كان يصفها حتي الأمس القريب حليفة أو بدت للنظام السوري وهي الآن شريكة في رسم وتنفيذ خطط تبغي إسقاطه بأخف الآلام وأرخص الأثمان. نسجت هذه القوي وتنسج عري وثقي مع نخب سورية تحت يافطة الديمقراطية والحريات وعبر توفير منابر لها لتجأر عبرها بشكاواها من النظام. هي أيضاً تغزل ما تيسر من خيوط عبر الحدود مع جهات يمكنها لعب دور خمائر التحول إن لم يكن حوامله. كل هذا في سياق حزمة من أعمال التقويض تشمل غارات جوية في العمق السوري وغارات مطاردة ساخنة برية في ذات العمق وتفجيرات في الداخل واغتيالات علي الطريق اللبنانية بل واحتمال إقامة مناطق حظر جوي في الشرق السوري. هي جميعاً تهدف إلي خلط الأوراق وبث البلبلة وتجريئ الجمهور علي النظام. في ذات السياق حملات تشهير وإهانة سواء عبر لجنة التحقيق الحريرية أم غيرها تصل إلي إصدار مذكرات جلب تطال بعض المسؤولين السوريين عن ملف لبنان وآخرين اهتموا بملف العراق.
لماذا تذهب واشنطن هذا المذهب؟ لأن الفشل في العراق لا بد له من مكافئ نجاح في المحيط ولأن الهروب إلي الأمام ـ وفق أحكام التناذر الكمبودي ـ هو القاعدة حينما تزّل قدم الولايات المتحدة في حرب إقليمية ولأن مشروعها الامبراطوري يستلزم بالضرورة تنظيف محور بيروت ـ طهران ـ مع امتداده لرام الله ـ وإلا فالمشروع قاصر عن بلوغ مراميه.

قد يقول قائل: لم لا تتصالح واشنطن مع دمشق بانصياع الأخيرة لها علي طريقة القذافي؟

والجواب أن سورية ليست ليبيا ـ وليس في هذا انتقاص من الأخيرة لكنه التاريخ والجغرافيا ـ فما يكتفي به من الأخيرة يقصر تماماً عما يراد من الأولي، وهي المحاذية للعراق وتركيا وإسرائيل والمتواصلة مع الخليج والجزيرة.

إن تسليم أوراق المقاومات الثلاث هو فعل استقالة طوعية للنظام من الدولة بل ومن السلطة.. وظني أنه يعلم علم اليقين ومن هنا فلا مندوحة من طلب رأسه ولا مناص من أن يحميه بكل السبل.
الآن.. ما هي العوامل الإقليمية التي تصب في قناة سعي واشنطن لإسقاط النظام؟

-تطويق حزب الله بخناق من قوي عوكرية في السر والعلن تبغي شل إرادته في التدخل نصرة لسورية أو إيران في حال تعرضهما ـ أحدهما أم كليهما ـ لهجمات أمريكية أو إسرائيلية مستعيضة بالسياسة المرهِبة عن التصادم المسلح. والثابت أن معركة تغيير العقيدة العسكرية للجيش اللبناني.. وتطهيره من كوادر تربت في كنف حمص أوشكت علي البدء وبما يعنيه ذلك من محاولة استخدام الجيش لضرب - أو علي الأقل - تحجيم حزب الله.

-توريط جيب كبير ـ وإن كان غير مهيمن بعد ـ داخل بنية السلطة الفلسطينية في أعمال عنف ضد المقاومة تشلها عن التفكير والتخطيط لليوم التالي بعد الانسحاب من غزة.

-استخدام البيشمركة الكردية والميليشيات الشيعية في العراق كرأس رمح ضد المقاومة هناك وكساتر محلي لآلة الاحتلال يقيها من التآكل المتزايد.

-رفع منسوب الضغوط علي إيران بحجة مساعيها النووية وبما يجعل إنجادها لسورية ـ ساعة الخطر ـ أمراً مكلفاً خصوصاً إذا اقترن بغواية تنييم الملف النووي.

-مشاركة أنظمة عربية معنية ـ بالفعل أم بالتفاعل ـ في عملية الإسقاط منها ماهو محاذ ومنها من هو في الخلفية.
بالمقابل.. ما هي العوامل الإقليمية التي تعيق مسعي واشنطن لإسقاط النظام؟

- أن حزب الله قابض علي سلاحه حتي لو كلفه ذلك حرباً أهلية يؤمن بقدرته علي حسمها لصالحه بسرعة. هو أيضاً جاهز لعون سورية عبر تهديد الشمال الإسرائيلي لحظة تعرضت لعدوان كبير سواء من الشرق أو الجنوب.

- أن قدرة جيب السلطة المتواطئ علي لجم المقاومة الفلسطينية محدودة في أحسن أحوالها ومعدومة في أسوئها.

-أن المقاومة العراقية وهي تخوض معركتين متوازيتين في آن تبدو كفيلة بمتطلباتهما معاً. هناك معركة ضد المحتل ومعركة ضد حلفائه المحليين. ما يجري في العراق هو في أحد تجلياته حرب أهلية مستعرة تشترك فيها بوتائر مختلفة ميليشيات شيعية وكردية وبالتالي فلا جديد. ثم إن منحني المقاومة البياني هو إلي تصاعد لدرجة احتمال وصولها مع نهايات هذا العام إلي ذري غير مسبوقة.

-أن طهران تعرف قبل أي أحد أن من يبدأ بدمشق سيثني بها من هنا فهي لا تهرع للنجدة ـ إن وجبت ـ كفعل تضامن بل كفريضة نجاة.
نأتي الآن إلي العوامل الدولية:

باختصار.. فإن فرنسا متساوقة مع الولايات المتحدة في مسعاها بظن أن الشراكة الجديدة تعيد لها نفوذاً تلاشي في الـ levant / الشام. بالمقابل فإن تفاوتاً ملحوظاً نلمسه بين تمنع إيطالي ـ اسباني ـ بلجيكي، وبين انسياق بريطاني ـ هولندي وتراوح ألماني كالبندول. لجهــة روسيا والصين.. فهما سيمانعان أكثر من السابق في عرقلة المقاصد الأمريكية خصوصاً وأنهما يبنيان علاقات استراتيجية شاملة مع إيران ويهتمان بصياغة علاقة وظيفية مع سورية صديقة في جغرافيا مهمة. الممانعة الروسية ـ الصينية هي الآن أيسر وأجدي عنها في السابقة العراقية لأن ضعف القدرة الأمريكية هو الآن محسوس ولم يعد فقط مستشفاً كما كان الحال حينها.

*نصل الآن إلي استشراف التوقعات:

من طبائع الصدام تلاحق أطواره وتصاعد أشكاله. من هنا فالراجح أن تتعاظم المواجهة علي شكل مروحة تتسع وتضيق حسب الظرف والمؤثرات لتصل مع مفصل 2005/2006 إلي نقطة الذروة.

هل ستنجح واشنطن في إسقاط النظام؟

الراجح عندي هو أن ثباته علي أوراقه المقاومِة وقدرته علي استيعاب نواتج الحرب العراقية وتنسيقه الوثيق مع نظام طهران وإفشاله لمساعي قوي جوارية علي النفاذ إلي حواشيه بل وأحشائه وتنبهه لتسرب أذرعة إقليمية إلي محيطه وتحوطه لاحتمالية ضغوط اقتصادية متعاظمة باحتياط من العملة الصعبة كبير سيسهم في المحصلة في وقايته من أنواء العاصفة الأمريكية إن ثبّت أقدامه علي الأرض في فترة الـ6 ـ 12 شهراً القادمة. لكن أمانة القول تقتضي التنويه بأن المفاعل الأساسي لصيانة الوطن والشعب والدولة والسلطة ليس فقط ما سلف بل والأهم هو تجسير الهوة بين النظام والشعب بما يكفل أن يتحول الأخير إلي كتلة صلدة تعلي قيم الوطنية الجامعة فوق أي اعتبار.. وكفيلة بتعطيل مفاعيل الغواية الهابة من الخارج طلباً لإبدال منظومة القيم هذه بأخري تحـــت ـ وطنية تلتحف به تبعية والتحاقاً.

فهل النظام فاعل؟.... الله أعلم.

مصادر
القدس العربي (المملكة المتحدة)