أمر في غاية السهولة أن يوجه هذا المسؤول الأميركي أو ذاك حزمة من الاتهامات إلى سوريا‚ يتم عبرها تحميل دمشق مسؤولية ما يجري في العراق من أعمال إرهاب وقتل‚ وجعلها تتحمل أيضاً مسؤولية الفوضى السياسية والأمنية في لبنان.

وحتى ما يجري في غزة وفلسطين عموماً وربما إعصار كاترينا وكل الكوارث الطبيعية أو غيرها التي يمكن أن تضرب الولايات المتحدة‚ أو إحدى الدول الدائرة في الفلك الأميركي!

ولكن الصعوبة تكمن في إثبات التهمة والمسؤولية والإتيان بالدليل القاطع والملموس‚ فعلى الرغم من أن إدارة بوش مصرة على اتهام دمشق بأنها المسؤول الأول والأخير عن تزويد المقاتلين العرب بالأسلحة وتسهيل دخولهم إلى العراق عبر الحدود‚ ليقوموا بمواجهة القوات الأميركية والعراقية وهو موقف جرى الإعلان عنه منذ اليوم الأول لدخول هذه القوات إلى العراق‚ فإن الجانب الأميركي لم يستطع ـ حتى الآن ـ أن يقدم أي دليل على أن سوريا «متورطة» بالفعل في دعم ما يجري داخل العراق.

وهناك الكثير من الأصوات في أميركا والغرب التي تستغل هذه المعزوفة الأميركية المشروخة حتى أن كبريات الصحف ومنها «نيويورك تايمز» ترى بأنه من الخطأ أن يتم تحميل سوريا مسؤولية كل ما يجري في العراق‚ وصرف النظر عن الإرهابيين الحقيقيين‚‚ الذين يعيثون في بغداد والمدن العراقية الأخرى!

أما الاتهامات الأميركية الأخرى التي توجه إلى سوريا كأن يتم تحميل دمشق مسؤولية زعزعة الأمن والاستقرار في لبنان ونشر حالة من الفوضى في هذا البلد‚ فإن الكثير من المحللين يؤكدون بأن واشنطن تفعل ذلك لأن سوريا لا تساعد الولايات المتحدة في العراق‚ وكأن المطلوب هو أن تقف القوات السورية إلى جانب القوات الأميركية لمطاردة المقاتلين العراقيين‚ الذين قرروا حمل السلاح لمواجهة الاحتلال الأميركي!

وبطبيعة الحال فإن الإدارة الأميركية التي تواجه كل هذا الكم من الأزمات والمشكلات‚ لابد أن تبحث عن «كبش فداء» وهي وجدت ذلك في سوريا خاصة وأن دمشق ليست منخرطة في السياسات والاستراتيجيات الأميركية على مستوى الشرق الأوسط وهي تظهر الكثير من الممانعة في المنطقة‚ الأمر الذي جعلها هدفاً بلا اتهامات والحملات الأميركية التي وصلت إلى حد التلويح باستخدام القوة‚ في وقت يواجه فيه الأميركيون مأزقاً كبيراً في العراق.

مصادر
الوطن (قطر)