خرجت السلطات الليبية أمس عن الصمت الذي التزمته حيال تقارير صحافية إسرائيلية زعمت أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي يستعد للقيام بزيارة مفاجئة الى إسرائيل.

وفى أول رد فعل رسمي ليبي، وصف عبد الرحمن شلقم أمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي (وزير الخارجية الليبي) هذه المعلومات بأنها أمر «يثير الاشمئزاز والضحك في آن واحد ولا يستحق التعليق». وأكد شلقم في بيان وزعه مكتب المتابعة الليبي (السفارة) في القاهرة بالإضافة إلى تصريحات تلفزيونية أدلى بها من نيويورك حيث يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، رفض العقيد القذافي واللجنة الشعبية العامة التي يترأسها الدكتور شكري غانم (رئيس الوزراء الليبي) اتخاذ أي خطوات نحو التطبيع أو التقارب مع إسرائيل.

واعتبر الوزير الليبي أن الخبر مجرد ادعاء كاذب وعار من الصحة. وقال إن بلاده آخر دولة تعترف بإسرائيل، ومعمر القذافي آخر شخص يقوم بمثل هذا العمل. وشدد شلقم على أن الحكومة الليبية «تقول ما تفعل، وتفعل ما تقول»، وأن جميع المواقف التي اتخذتها كانت بشكل معلن، وأضاف ما نصه «ونتحدى أي شخص أن يثبت لنا مكانا أو زمانا وقعت فيه مثل هذه الاتصالات». لكن وزير الخارجية الليبي نفى بشكل قاطع صحة هذا التقرير جملة وتفصيلا، وأكد في المقابل تمسك بلاده بمقررات القمة العربية المتعلقة برفض التطبيع مع إسرائيل قبل انصياعها لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي ـ الإسرائيلي. إلي ذلك تسود الشارع الليبي حالة من الغموض بشأن المستقبل السياسي لحكومة الدكتور غانم بينما تضاربت التكهنات حول ما إذا كان مؤتمر الشعب العام الذي يعد أعلى سلطة تشريعية في البلاد سيجري تغييرات محدودة على حكومة غانم أو سيطيح برئاسته لها خلال الاجتماع الذي سيعقده نهاية سبتمبر (ايلول) الجاري.

وقالت مصادر مسؤولة لـ «الشرق الأوسط» إن حركة اللجان الثورية التي تعتبر العمود الفقري للنظام الجماهيري الذي دشنه العقيد القذافى عام 1977 تريد الإطاحة بغانم الذي سبق له الاصطدام قبل بضعة أشهر، وأكثر من مرة، مع بعض المقربين من القذافي، من بينهم صهره أحمد إبراهيم الذي يشغل منصب نائب رئيس البرلمان.

مصادر
الشرق الأوسط (المملكة المتحدة)