تداعيات خطيرة لعملية البصرة... وأميركا ربحت من مفاجأة بيونج يانج

حفلت الصحافة البريطانية هذا الأسبوع بموضوعات أهمها: التطورات الدراماتيكية على ساحة المفاوضات النووية مع كوريا الشمالية، وتداعيات حادث البصرة، والدور السياسي لحزب "الديمقراطيين الأحرار"، والاحتمالات المتعددة على الساحة الألمانية بعد نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي.

"إيران وكوريا تختبران إرادة الغرب":

هكذا عنونت "الديلي تلغراف" افتتاحيتها يوم الثلاثاء الماضي لترصد الاختراق الذي حدث في المفاوضات التي جرت في العاصمة الصينية بكين بين كوريا الشمالية واليابان والصين وكوريا الجنوبية وروسيا والولايات المتحدة "المحادثات السداسية"، عندما وافقت بيونج يانج على إيقاف برنامجها النووي، مقابل حصولها على النفط والطاقة وعلى ضمانات أمنية، وتطبيع العلاقات مع نظامها تدريجياً. وتذهب الصحيفة إلى أن الاختراق الذي تحقق على جبهة المفاوضات مع كوريا الشمالية قد يكون له تأثير على الاجتماعات التي ينظمها مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن مناقشة تحويل الملف الإيراني لمجلس الأمن. وتذهب الصحيفة إلى أن النتيجة التي تحققت في المفاوضات التي جرت مع كوريا الشمالية تصب في صالح أميركا المتورطة في العراق، والتي تميل في قرارة نفسها إلى عدم استخدام القوة مع طهران. والصحيفة ترى أن الاتجاه إلى تخفيف حدة المواجهة مع طهران لن يصرفها عن محاولة امتلاك القدرات اللازمة لتصنيع سلاح نووي، وإن التأخر عن تحويل الموضوع إلى مجلس الأمن سيهز مصداقية الوكالة، وسيشجع طهران على المضي قدماً في طريقها، وأن إيران وكوريا الشمالية تقومان في الحقيقة بعمل اختبارات لإرادة الغرب في هذا الشأن.

"تحدٍّ أمام تشارلز كينيدي":

هكذا عنونت "الأوبزرفر" افتتاحيتها يوم الأحد الماضي التي بدأتها بالقول إن "الديمقراطيين الأحرار" لم يكن لهم سوى تأثير ضئيل في الساحة السياسية البريطانية منذ أدائهم المتوسط في الانتخابات السابقة، وأن السؤال الذي يتبادر إلى أذهان الكثيرين هو: ما هو الهدف الحقيقي لهذا الحزب أو ما الغرض منه؟ تجيب الصحيفة على السؤال بأن هدف الحزب يجب أن يكون العمل على إدخال تعديلات على بعض الفقرات التي تضمنتها مسودة مشروع قانون مناوئة الإرهاب الذي قدمه وزير الداخلية البريطانية الأسبوع الماضي، والذي احتوى على فقرات وصفتها الصحيفة بالغريبة منها الفقرة التي تقول إن أي مقولات تمجد، أو تعلي من شأن، أو تحتفي بالإرهاب تمثل خروجاً على القانون في حين كان من الأفضل الإشارة إلى القيام بذلك بطريقة تؤدي إلى تحريض الآخرين على ارتكاب الإرهاب حتى يتسنى يجب تجريم هذا الفعل. وهناك أيضا الجزء الداعي إلى توسيع نطاق صلاحيات الشرطة البريطانية في احتجاز المشتبه في ارتكابهم أعمال إرهابية دون قرار من المحكمة ومد فترة الاحتجاز لمدة ثلاثة شهور، لأن هذا يتناقض مع المبادئ القانونية والديمقراطية المعمول بها. لذلك تقول الصحيفة إنه، وبصرف النظر عما يحدث في مؤتمر الحزب في بلاكبول هذا الأسبوع عندما يخاطب السيد ريتشارد كينيدي أعضاء حزبه، فعلى هذا الرجل التوضيح بشكل جلي بعض الأشياء المهمة كدفاع حزبه عن حرياتنا التاريخية، وعن قداسة حكم القانون، ونزاهة واستقلال القضاء باعتبارها جميعا أشياء لا تقبل المساس.

" ثمن التردد الألماني":

تحت هذا العنوان كتب "جيفري جيدمين" في صحيفة "الفاينانشيال تايمز" الصادرة أمس الأربعاء يقول إن ألمانيا تجد نفسها هذه الأيام واقفة على مفترق طرق وإنها تواجه حالة من الارتباك والتشوش الشديد عقب الانتخابات الفيدرالية التي جرت يوم الأحد الماضي. فهناك أسئلة عويصة احتار الجميع في تقديم إجابات عنها منها: هل سيقوم حزب "الديمقراطيين الاشتراكيين" وحزب "الخضر" بالانضمام إلى الليبراليين لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة؟، أم أن "الخضر" سينضمون إلى "الليبراليين" و"الديمقراطيين المسيحيين"؟ وهل يمكن للديمقراطيين الاشتراكيين و"الخضر" أن يوحدا صفوفهم ويدخلوا في شراكة مع الحزب "اليساري" الجديد وهو خليط من الشيوعيين والمنشقين عن الحزب "الديمقراطي الاشتراكي"؟ أم أن الأمر سيسفر في النهاية عن تشكيل ائتلاف عريض يضم "الديمقراطيين المسيحيين" و"الديمقراطيين الاشتراكيين" في حكومة واحدة.. وإذا ما حدث ذلك فمن ذا الذي سيتولى منصب المستشارية؟ ويختتم الكاتب مقاله بالتأيد أنه في جميع الأحوال فإن الحكومة التي سيتم تشكيلها عقب الخروج من المأزق الحالي ستكون غير مستقرة وقصيرة العمر.

"إشارات الخروج":

هكذا عنونت صحيفة "الجارديان" افتتاحيتها المنشورة أمس الأربعاء التي بدأتها بالقول إن هناك لحظات في التاريخ قد لا تكون مهمة في حد ذاتها، إلا أنها في ظروف معينة تكون لها قيمة كبرى. والصحيفة تقول إن ذلك ينطبق على الحادث الذي وصفته بأنه غير عادي عندما قبضت قوات الأمن العراقية على جنديين بريطانيين وأودعتهما سجن البصرة فما كان من دبابات اللواء الثاني عشر الميكانيكي البريطاني إلا أن اقتحمت السجن وأفرجت عنهما. وعلى الرغم من أن الحادث انتهى دون خسائر في الأرواح، فإن المشاهد الدراماتيكية التي شاهدها الجميع وقام العراقيون الغاضبون خلالها بإحراق دبابتين بريطانيين قد تكون هي اللحظة التي ربما تغير توجه الحكومة البريطانية التي كانت تقول إنها لن تبقى للحظة واحدة أكثر مما ينبغي في العراق. فعلى الرغم من أن بريطانيا كانت تخطط لسحب 8500 جندي خلال فصل الخريف، وسحب عدد أكبر من تلك القوات في الربيع القادم فإن تدهور الوضع في العراق الأوسط وإرهاصات تدهوره في الجنوب قد أوقف هذه الخطط، ليس هذا فحسب بل إن بريطانيا تخطط بدلا من ذلك لإرسال 6000 جندي إضافي إلى العراق الشهر القادم، وذلك قبل أن تأتي حادثة الاثنين الكئيبة، بالنسبة لتوني بلير تحديداً سيكون تأثير هذه الحادثة سيئاً للغاية حيث سيجد نفسه مضطراً مرة أخرى إلى الدفاع عن الحماقة التي ارتكبها عندما انضم إلى بوش في غزو العراق، كما أن هذه الحادثة تأتي في توقيت بالغ السوء بالنسبة له حيث كان مقررا أن يقوم بإلقاء خطاب في مؤتمر حزب "العمال" عن إنجازات حكومته في مختلف المجالات ومنها قدرتها على حفظ الأمن في جنوب العراق.

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)