صرح امس وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بأن سوريا ترفض وقف عبور المتمردين والمقاتلين الاجانب عبر اراضيها الى العراق لأنها تخشى جهود العراق لبناء ديموقراطية في الشرق الاوسط وتريد احباط هذه الجهود. وقال ان "من المهم ان يعرف العالم حقيقة ان سوريا لا تساعد. انها لا تتعاون على رغم التعهدات والوعود المتكررة... لم يتحقق اي من هذه الوعود والتعهدات".
وكان المندوب السوري الدائم لدى الامم المتحدة السفير فيصل المقداد رد الخميس على الاتهامات العراقية المتكررة بأن دمشق نشرت الاف الجنود على حدودها مع العراق واعترضت عددا كبيرا من الاشخاص الذين كانوا يحاولون التسلل الى العراق. واتهم الحكومة العراقية بأنها لا تبذل جهدا كافيا لحماية حدودها، مشيرا في الوقت نفسه الى ان دولا اخرى رفضت تزويد سوريا معدات واجهزة متطورة تسمح لها بمراقبة حدودها الطويلة مع العراق.
لكن زيباري رأى ان "المسألة ليست قضية تقنية وقضية تجهيزات ومعدات وتكنولوجيا، بل انها قضية ارادة سياسية". واضاف: "نعتقد انه اذا توافرت الارادة تستطيع المساعدة. نحن لا ندعو القوات الاميركية او القوات الدولية الى غزو سوريا".
وسئل هل يعتقد ان سوريا تنقصها الارادة السياسية، فأجاب: "اعتقد انها تجري حسابات خاطئة بحيث تريد جعل الحياة صعبة في العراق ورؤية مشروع اقامة ديموقراطية في البلاد ينهار... انهم وآخرين يخافون حقا نجاح التجربة. لا يريدون رؤية هذه القيم والافكار تتجذر في بلد مثل العراق. يخشون تأثير ذلك عليهم. اعتقد ان مشروع اقامة ديموقراطية في العراق يزعج الكثير من الانظمة في المنطقة، والكثير من هذه الانظمة يراهن على فشلنا ولا يريد المساعدة".
واوضح ان الرد العراقي سيكون السعي الى اقناع السوريين ومعارضين آخرين بأن مساعدة بغداد هي في مصلحتهم. وقال: "جوابنا ورسالتنا اليهم ان عراق ديموقراطيا لا يتعارض مع مصالحهم الوطنية، اذ سنقيم معهم علاقات اقتصادية وتجارية".