"الليكود هو البيت"، قالت وزيرة التربية ليمور ليفنات مجسدة لجمهور المعلمين والطلاب ماهية السياسة غير المنطقية التي يكون فيها الانتماء إلى المعسكر أهم من جدول الأعمال الذي يقترحه.

هذا النهج السافر الذي يطلب من أرييل شارون البقاء في الليكود مهما كانت الظروف، حتى وان لم يقبل الليكود بمواقفه، هو نهج يفضل مصلحة الحزب على مصلحة الدولة، وهو نهج غير مقبول. ذلك ان الأمر لا يتعلق بمنافسة سياسية تحسم فيها النقاط الفوز، بل باختيار بين خطتين سياسيتين يمثل كل واحدة منهما مرشح مختلف. ولا يمكن ان يفرض على أي من المرشحين نهج المرشح الآخر تحت كل شرط.

يتعين على قادة الليكود اليوم ان يقرروا ما هو النهج الذي يتعاطفون معه ومن هو المرشح الذي يمثل دربهم. فهم يقولون انه ليس مهماً بالنسبة لهم من ينتخب، ولا كيف ستكون سياسة الليكود، المهم الحفاظ على سلامة المعسكر ووحدته. أكثر من ذلك، يبدو ان كل واحد منهم مستعد للانضمام إلى المرشح الفائز من دون أي صلة بوجهة نظره. فالمحاولة للتوصل إلى تسوية والطلب من الجميع الاصطفاف وراءها والاكراه العاطفي بعدم مغادرة البيت، تشير إلى ان كل اهتمامهم موجه للحفاظ على قوتهم الذاتية.

في خطابه بنيويورك، كما في مناسبات أخرى، صرح شارون عن نيته إخلاء المزيد من المستوطنات في اطار اتفاق مع الفلسطينيين. من جهة ثانية لا يقول بنيامين نتنياهو وعوزي لنداو عكس ذلك، لكنهما يخلقان انطباعاً مفاده أن لديهما خطة بديلة أكثر يمينية. فهل أن لنداو مستعد لاخلاء المزيد من المستوطنات في اطار اتفاق، أم أنه يقترح العودة الى صيغة "لا شيء" التي ستنطبق على الضفة كلها؟ وهل سيوافق نتنياهو على إخلاء مستوطنات أخرى فيما لو تم تجريد المنظمات الفلسطينية من سلاحها، أم ان عبارة "يعطون يأخذون" هي عبارة مجردة وعامة تشير إلى ان اي "عطاء" من جانب الفلسطينيين لن يشكل شرطاً كافياً لانسحاب آخر؟ بعد أن توصل إلى اعتراف متأخر بعدالة المطلب الفلسطيني بالحصول على سيادة مستقلة، وبعد ان وافق على انه يتعين على دولة اسرائيل تقليص حدودها والاقتراب من الخط الأخضر، وبعد ان اثبت من خلال فعل فك الارتباط انه جدي في نواياه، بعد كل ذلك لا يمكن الطلب من شارون التنازل عن فرصة تطبيق كل هذه الأمور فقط لأن قسماً من منتسبي الليكود، وربما معظمهم، يعتقدون خلاف ذلك.

شارون يتنافس على أساس نهجه، وإذا لم ينجح في اقناع أعضاء الحزب، فان عليه الخروج ومحاولة تحقيق الخطة التي اقترحها من خلال طريق سياسي آخر. وكل من ادعى ضده انه خدع منتسبي الليكود في السابق لن يكون في وسعه طرح ادعاء مماثل هذه المرة. فطريق شارون واضحة وحاسمة أكثر من طرق منافسيه، واختيار النهج والمرشح الذي سيقوده رهن كل عضو من الليكود، وهذا هو الموضوع المطروح على جدول الأعمال. فالحديث لا يدور حول إقالة شارون كما يدعى، بل بصرف اهتمام الجمهور عن الجوهر.

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)