اكتب نفسي بكل ما تملكه الأنثى من رغبة نرجسية توارثتها عبر أجيال العزلة ... أكتبها على صفحات اليوم وكأن الأمس هو الدائم والأبدي والقادر على إنتاج ذاته في كل لحظة .. وأكتب نفسي على وجه طفلتي "استنساخ" يعرف أن قدرة التماثل هي الوحيدة التي تبقيني على العرش .. ولكن لماذا؟!

السؤال الذي لم أوجهه لأني أخاف طاقة التنوع، وأخشى أن تسحق الأنثى في داخلي إذا ما شاهدت امرأة تتباهى بالافتراق. فمنذ افتراض النماذج الأنثوية النهائية أصبح صعب علي امتلاك نفسي لأنني انتمي للأخريات اللواتي رسمن داخلي وقلبي ونسخن عقلي. فمن أمهات المؤمنين غرقت في إعادة الصور التاريخية للعفة والطهارة وكأن جغرافية الصحراء هي نهاية البصر الذي يحجبه رجل بشاربين ولحية .. فلا أرى سوى الظلال.

صورتي باقية في التماثل الذي أعرفه وأدافع عنه .. رغم أننا نتماثل في الموت فقط، لكن هذه القناعة تلامسني كل يوم فلا أفكر بل أنحني لاسترجع زمن الحانات في بغداد، أو الصراخ لحظة الغزو والخوف على الشرف المعلق على تفاصيل الأنثى.

هل تسمح الأجيال أن أعيد تشكيل ذاتي ... أن أطلب حالة مناقضة لجدة كانت حريصة على حماية اصفرار التماثل، ثم النطق به كالوصايا العشر التي أورثتنا الوقوف عن حدود عالم لا يتجاوز القبيلة أو العشيرة ...

مصير التماثل يكتبني قصيدة لا نهائية بقافية واحدة .. ومصير التماثل يعيدني في لون أجيال تكرر نفسها فيموت الزمان على طريقة "الغزالي" و "الشافعي" وليس على أسلوب "اينشتاين".
ومصير التماثل يكرر "العزلة" التي تستهلكني بانتظار الرجل أو الولد ... أو بانتظار أبو مصعب الزرقاوي حتى يعلمني "الموت" ... فهل تسمح الأجيال كي أصرخ أو أقول بأني خطيئة التاريخ كانت في أنني أنثى بصورة "كتاب أصفر" .. وأنثى برمل الصحراء ... فانعدمت الخصوبة.