اذا ما خرجت سوريا من هذه المواجهة الاقليمية والدولية بالحد الادنى من الخسائر السياسية‚ اي اذا ما تمكن «النظام» من الافلات من «مصيدة» التحقيق الدولي في اغتيال الحريري وفتح صفحة جديدة من العلاقات مع واشنطن فان الكثير من الاوضاع السائدة الآن في منطقة الشرق الاوسط ستشهد حركة تغيير كبيرة قد تصل الى حد اقامة تحالفات وتقاطعات سياسية جديدة على الصعيد الاقليمي وهي ستعيد دمشق الى لعب دور أهم واخطر من كل ادوارها السابقة!

ومثل هذا السيناريو يجرى تداوله بواقعية لأن المعطيات المتلازمة بالموقف الاميركي تشير الى بروز احتمال قوي ان تعيد واشنطن النظر بموقفها «العدائي» لدمشق حيث ان تصريحات الرئيس بوش تصب في هذا الاتجاه‚ وكما جرى التمديد للنظام المصري من خلال انتخابات الرئاسة المتعددة التي جرت الشهر الماضي واعطت الرئيس حسني مبارك دورة عمل جديدة لمدة 6 سنوات فان المطروح هو التجديد ايضا للنظام السوري ربما بوسائل مختلفة‚ ذلك ان الولايات المتحدة وفي اعقاب احتلالها للعراق وحدوث كل هذه الفوضى السياسية والامنية فقد اصبحت قلقة من ان اتساع دائرة «الفوضى العراقية» لتطال الشرق الاوسط قد يتحول الى عامل خطر بالنسبة لاسرائيل نفسها لأن تفجير الصراعات الدينية والاثنية في المنطقة يمكن ان يقود الى مواجهة كبرى بين العرب واسرائيل وبالتالي فان الخطط والمشاريع الاميركية ستعطي نتائج مغايرة للتوقعات واذا كان هناك اكثر من طرف في الشرق الاوسط لا يشعر بالرضا الكبير ازاء سوريا وسياساتها في المنطقة الا ان الصحيح هو ان هذه الاطراف التي اعتادت على الاسلوب السوري لا ترغب برؤية الفوضى تدب في سوريا وتفرز نظاما لا يمكن التفاهم معه .

مصادر
الوطن (قطر)