وفي الوقت نفسه السيطرة على كل أجزاء أرض إسرائيل

نحن نعيش في دولة يلحق فيها حدث أمني حدثاً سياسياً وأحياناً يجري الخلط بين الأحداث التي لا يتصل بعضها ببعض. أقترح علينا جميعاً أن نهدأ. قوات الأمن لدينا حصلت على توجيهات واضحة لكيفية العمل وعلى أمر صريح لفعل كل ما يُحتاج إليه، لمنع إطلاق النار على النقب. إذا لم يكن لدينا هدوء فلن يكون هدوء في غزة. كل ما يُحتاج إليه سينفّذ.
أنا أقترح على الجميع المحافظة على برودة الأعصاب. هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها المنظمات الإرهابية المسّ بنا. لا يتعيّن منح ذلك سياقات سياسية ومغاز سياسية. في هذه اللحظات يتعيّن التقليل من الكلام والإكثار من العمل. هكذا تصرّفت في الماضي، وهكذا سأتصرف في المستقبل. الانتقال من المباحثات الأمنية الى أحداث المساء حاد قليلاً بالنسبة إليّ، لكن هذه هي الحياة السياسية، وهذا هو الواقع الذي فرضوه علينا.
التصويت غداً ليس تصويتاً تقنياً، إنه إجراء لإقالتي وللتعبير عن عدم الثقة بالطريقة التي قاد بها الليكود الدولة. وكل شيء بسبب غريزة الانتقام والدافع الذاتي الذي لا يعرف حداً. سيكون هذا انتحاراً سيحطم الليكود ويقوده الى مكان واحد فقط، الى المعارضة.
سنضطر غداً الى أن نقرر الطريقة التي نختارها، وأي ليكود نريده. سنقرر هل سيكون هذا ليكوداً في قلب الإجماع الوطني أم ليكوداً متطرفاً يُدفع الى الهامش. أيكون حزباً حاكماً كبيراً ومؤثراً أم حزباً صغيراً بلا تأثير في المعارضة، مثل ذاك الذي تلقيته قبل ست سنين.
أنا من أقام الليكود الحقيقي، تحت زعامة مناحيم بيغن. لقد خدمت في حكومته عندما أقام ائتلافاً مع داش وضم موشيه ديان للحكومة، وعندما حارب حرباً جريئة لا هوادة فيها الإرهاب والتعاظم النووي للعدو، وعندما وقّع على اتفاق السلام مع مصر، وعندما اتخذ القرار الأليم لإخلاء وتدمير جميع المستوطنات اليهودية في سيناء.
مسؤولية ورجاحة التفكير، هذا هو الليكود الحقيقي. حركة كبيرة، رئيسة، قومية ـ ليبرالية، تعمل من أجل وحدة الشعب، ولا تُحجم عن قرارات صعبة وعن تنازلات أليمة، ولا تخضع لضغوط سياسية، وتتصرف دائماً بمسؤولية، برجاحة تفكير، ومن أجل المصلحة الوطنية دائماً.
هكذا فقط يمكن إدارة شؤون الدولة، والحفاظ على الأمن، وهزيمة الإرهاب والتقدم الى السلام. لا بالصراخ ولا بالشعارات. هذا ما يريده المليون ناخب الذين صوّتوا لليكود. هذا ما تحتاج إليه إسرائيل ـ الزعامة، والاستقرار، والمسؤولية ورجاحة التفكير.
بدل إضاعة الوقت على ألعاب القوة السياسية، يجب علينا أن نستغل اللحظة المناسبة في العالم والمنطقة لتقديم أمن إسرائيل واقتصادها. لدينا اليوم فرصة لم تكن لنا قط. لقد قَبِلَ العالم موقفنا، وهو أنه من دون أمن إسرائيل لن يكون هناك تقدم سياسي. هذا ما تقوله خارطة الطريق، التي قبلتها الحكومة بتأييد أكثر وزراء الليكود.
بحسب خارطة الطريق على الفلسطينيين أن يقضوا على البنى التحتية للإرهاب، وأن يجرّدوا المنظمات الإرهابية من سلاحها، وأن يُنفذوا إصلاحات شاملة، وأن يوقفوا التحريض. إذا ما فعلوا ذلك فقط سيكون في الإمكان الصعود على طريق التفاوض. يضغط العالم اليوم على الفلسطينيين لفعل كل هذا لأن إسرائيل برهنت على جدية نواياها السلمية. الآن جاء دور الطرف الثاني ليعمل.
يجب أن نقول الحقيقة التي يعرفها كل واحد: عندما نصل الى هذا، فلن يبقى كل شيء في أيدينا. لدينا حُلم، وهو جيد ومُحق، لكن يوجد واقع أيضاً، وهو صعب ملحاح. لا يمكن إقامة دولة يهودية وديموقراطية والسيطرة في الوقت نفسه على كل أجزاء أرض إسرائيل. إذا ما أصرّرنا على تحقيق الحُلم كله، فقد نخسر كل شيء، كل شيء ببساطة. الى هناك يقود الطريق المتطرّف.
القدس إلى الأبد
علينا اليوم أن نبذل جهودنا قدر الإمكان، وفيما هو ضروري. قبل كل شيء وفوق كل شيء أن لا نكف عن تعزيز سيطرتنا على القدس ـ العاصمة الموحدة غير المقسمة لدولة إسرائيل الى الأبد. واستكمال بناء جدار الأمن، الذي سيحبط كل محاولات ضربنا في قلب البلاد. وتعزيز الكتل الاستيطانية الكبيرة، وغور الأردن والمناطق الأمنية، والنقب، والجليل وهضبة الجولان.
توجد لنا أمور كثيرة أخرى علينا أن نقوم بها من أجل شعب إسرائيل ـ مثل تعميق وتحسين التربية، ومحاربة لا هوادة فيها للعنف الذي تفشى في المجتمع، وفوق كل شيء مكافحة الفقر وتقليص الفجوات الاجتماعية.
هذه هي الأمور التي تقف أمامنا. هذه هي طريق الليكود الحقيقية. هذا ما تحتاجه إسرائيل اليوم. هذا ما أنوي فعله. وبهذه الطريقة أنوي مواصلة قيادة الليكود.
القرارقراركم، يا أعضاء المركز، في أي طريق سيمضي الليكود: ليكود صغير، متطرّف في المعارضة، أم ليكود كبير، قوي، رئيس، يقود الدولة بمسؤولية وبرجاحة تفكير.
أدعوكم الى التقرير تقريراً صحيحاً. أن تأتوا غداً، للتصويت ولرفض اقتراح العزل والانتحار. لمصلحة الليكود، ولمصلحة الشعب، ولمصلحة دولة إسرائيل.

مصادر
المستقبل (لبنان)