توقعت مصادر سياسية لبنانية في لندن ان يشير تقرير القاضي الالماني دتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري المقرر في 24 اكتوبر الحالي الى مسؤولين سوريين بالاسم على انهم مشتبه بهم في الاغتيال، ونقلت وكالة ’’رويترز’’ عن احد المصادر قوله:’’جميع المؤشرات تقول ان ميليس سيورط بعض المسؤولين السوريين في القضية••ان مثل هذا الاجراء سيضع سوريا تحت ضغوط دولية لتسليم المشتبه بهم الموجه اليهم اتهامات لمحاكمتهم ويكثف النداءات الى الرئيس اللبناني اميل لحود للاستقالة’’•
واعتقل لبنان حتى الآن اربعة جنرالات بناء على توصية من ميليس ووجه اليهم الاتهام بالتورط في الجريمة هم المدير العام السابق للامن العام جميل السيد والمدير العام السابق لقوى الامن الداخلي علي الحاج والمدير العام السابق لاستخبارات الجيش ريمون عازار وقائد الحرس الجمهوري مصطفى حمدان• وقال مصدر سياسي لبناني آخر:
ان عمل المحققين اكتمل تقريبا وقد توصلوا الى نتائج وميليس سيقطع الطريق كله ويوجه الاتهام الى مسؤولين سوريين’’، واضاف انه أيا كانت نتيجة تحقيق الامم المتحدة فانه من المرجح ان يحاول المدعون احالة القضية الى محكمة جنائية دولية لانه من المعتقد انها أكبر من ان ينظرها القضاء اللبناني وحده•
وقال مصدر امني مقرب من التحقيقات ان التسجيلات التليفونية في يوم اغتيال الحريري وفرت معلومات اخرى، واضاف ان المحققين يعتقدون ان الشاحنة الملغومة لم يفجرها انتحاري وانما تم تفجيرها لاسلكيا بالتحكم عن بعد ربما بجهاز يعمل بالاشعة فوق الحمراء لتجنب معدات التشويش في موكب الحريري• وقالت معلومات صحفية ذكر انها مستقاة من مصادر اللجنة ان السيارة المفخخة ركنت في مكان الانفجار قبل مرور موكب الحريري بأقل من دقيقتين وغادر سائقها بواسطة سيارة اخرى كانت تنتظره في المحلة الى جهة مجهولة، واضافت ان المدعو احمد ابو عدس الذي استخدم في شريط الفيديو الذي بثته ’’الجزيرة’’ كان بهدف تضليل التحقيق من خلال الزج بعنصر وهمي لاجل طمس معالم الجريمة•
واستبعدت مصادر اللجنة ان يكون للمدعو ابو عدس اي دور رئيسي في الجريمة وقالت ان دوره اقتصر على الاطلالة المصورة التي اعلن فيها مسؤوليته عن الانفجار، وربما تمت تصفيته جسدياً بعد الانفجار لاخفاء الحقيقة وطمس معالم الجريمة، وكشفت ان عملية تشويش على الاتصالات ’’الخليوية’’ جرت قبل يوم من وقوع الاغتيال على سبيل التجربة وانها تكررت قبيل الاغتيال واستخدمت فيها اجهزة متطورة جداً ومكلفة جداً مما يشير الى ان الجهة المنفذة ترتكز الى نفوذ كبير والى ارصدة كبيرة من الاموال•
اما التحقيق بجريمة محاولة اغتيال الاعلامية مي شدياق فلم يحقق ايضا اي تقدم، حيث يركز فريق الـ’’أف• بي• آي’’ والقضاء اللبناني على معرفة كيفية زرع العبوة في سيارتها وسط سرية تامة• في وقت أكد وزير الاتصالات مروان حمادة ان هناك في لبنان حالياً مجرماً تسلسلياً كما في الافلام الاميركية يحاول ان يغتال لبنان ولكنه لن يستطيع ان يصل الى مبتغاه، وقال ان اللبنانيين عازمون على التصدي لهذا المجرم وبداية الفرج ستكون بالحقيقة في قضية اغتيال الحريري لانها ستكشف كل عمليات الاغتيال ومحاولات الاغتيال التي حصلت• واشار من جهة ثانية الى ان الخطة الامنية اللبنانية وضعت على نار حامية، نافياً أي تأجيل في هذا الاطار او في التعيينات•

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)