ترى أوساط فرنسية رسمية ان على سورية الاستجابة لستة "طلبات شروط" في ما يتعلق بلبنان لكي يتم "تطبيع" العلاقة معها، من بينها القبول باجراء "انتخابات رئاسية مبكرة".

واعتبرت الأوساط ذاتها ان دمشق قادرة على لعب دور فاعل في وقف مسلسل التفجيرات.

وقال مرجع فرنسي كبير لـ"صدى البلد" طلب عدم ذكر اسمه: "نحن نعتقد بأن القيادة السورية قادرة على ان تكون مؤثرة في هذا الاتجاه او ذاك، ولكن نستنتج أن دورها سلبي حتى الآن، حيث نفذت الحد الأدنى مما طلب منها عبر قرار مجلس الأمن الرقم 1559". وأشار المرجع الى ان السوريين: "أبقوا على مخابراتهم الخاصة في لبنان".
وأبدى المرجع "قلقه جراء عجز دمشق عن التفكير بذكاء والعمل بحكمة إزاء المعطى الدولي الجديد. فسورية بلد مهم جداً في المنطقة وهذا ما لا يشك فيه أحد، وهي بالتأكيد تمثل وجهاً من الشرعية العربية، ولها مصالحها التي تدافع عنها ومن بينها استعادة الجولان".

وأكد: "انه ليس من مصلحة أحد ان تعم الفوضى في سورية وبالتالي ان تسيطر جماعات أصولية متطرفة هناك".

وعن المخرج المطلوب، قال: "تعرف سورية ان بامكانها الاستناد الى دعم لكن عليها ان تعطي اشارات تعكس انها بالفعل فهمت ان العالم تغير. وهي تقدر ان تلعب دوراً كبيراً في المنطقة شرط ان تتصرف بطريقة أكثر حكمة لا سيما في لبنان".

وعما تطلبه باريس من شروط لـ"تطبيع" علاقاتها مع دمشق، عرض المرجع ستة شروط أساسية وهي:

"أولاً: الضغط لوقف عمليات التفجير، اذ نعرف، بطريقة او بأخرى، مصدرها او من يقف خلفها.

ثانياً: وقف الضغط الذي تمارسه أجهزة المخابرات السورية في لبنان على عدد من القطاعات والشخصيات والفئات. فهذه المخابرات لا تزال فاعلة ومؤثرة.

ثالثاً: على دمشق ان تعطينا الدليل الفعلي على مساعدتها في التوصل الى اتفاق سياسي جديد في لبنان بدل التسبب بزيادة الانقسامات .

رابعاً: قبول دمشق بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في لبنان بدل التمسك بالرئيس الحالي اميل لحود.

خامساً: إبلاغ "حزب الله" ضرورة البدء بالتفكير في صيغ متدرجة لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1559. وبعبارة أخرى لا بد من إيلاء المكانة التي تستحقها الطائفة الشيعية في الحياة السياسية في لبنان من جهة، والعمل على الا تقوم الميليشيات الحالية بالدور الذي تقوم به اليوم وتعزيز قدرات الجيش اللبناني من جهة أخرى.
سادساً: التعاون الإيجابي مع لجنة التحقيق الدولية برئاسة القاضي ديتليف ميليس المكلفة كشف ملابسات جريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري وفق القرار 1559. ونحن ننتظر تقريره لكي نبني على الشيء مقتضاه".

ويختم المرجع: "اذا كان السوريون لا يريدون ان يتحولوا الى هدف لضغوط قوية جداً ومبالغ فيها من قبل الأميركيين فعليهم ان يعملوا للظهور كشركاء ايجابيين". لافتاً الى "ان الأمر معقد بعض الشيء، لكن على دمشق ان تكون واضحة في الرسائل التي توجهها والمساعدة في هذه العملية بدل وضع العصي في الدواليب".

مصادر
صدى البلد (لبنان)