في خطاب ألقاه الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في 22 ايلول المنصرم في حفل تكريم طلاب ناجحين، طلب من الاجهزة الامنية اللبنانية "اذا أرادت الوصول الى خيط جدي بأن تعمل على الشبكات الاسرائيلية" ورأى ان هناك "احتمالاً جدياً بأن تكون الشبكات الاسرائيلية هي التي تقف وراء هذه التفجيرات لأن اسرائيل اول المستفيدين من زعزعة الامن في لبنان".

السؤال المطروح: لماذا لم تتجاوب الأجهزة مع هذه الدعوة لا سيما ان مصدرها زعيم حزب له خبرة وباع في ملاحقة شبكات التجسس لمصلحة اسرائيل وسبق لأجهزة الرصد في الحزب أن عملت على توقيف وتفكيك أكثر من شبكة تعمل على الاراضي اللبنانية بالتعاون مع الاجهزة الرسمية خلال السنوات الماضية؟

العجز المرعب للأجهزة اللبنانية عن توقيف أي طرف قد يكون وراء عمليات التفجير التي أرهبت المناطق المسيحية تحديداً من شأنه ان يدفعها الى التمسك بأي نظرية قد تساعدها على الاهتداء الى وسيلة للتعرف على القتلة.

في كلمته تحدث السيد نصرالله حصراً على التفجيرات المتنقلة في المناطق المسيحية ولم يأتِ على ذكر الاغتيالات.ورأى ان هدفها "إثارة المسيحيين واشعارهم بالقلق وتحريضهم من اجل التحدث عن أمن ذاتي وضرورة انشاء ميليشيات مسلحة ولدفع المتطرفين من المسيحيين الى الحديث عن الفيديرالية وتقسيم لبنان من جديد".

وفي الواقع ما يقوله السيد نصرالله عن ردود فعل المسيحيين في لبنان بعد التفجيرات ليس من باب التهويل اذ يكفي ان نقرأ ردود الفعل الشعبية التي تنقلها الصحف بعد حوادث التفجير كي نقتنع بصحة ذلك. من هنا فإن توجيه الامين العام لـ"حزب الله" أصابع الاتهام الى الشبكات الاسرائيلية يجعل المسؤولية أكبر في حال كان هذا صحيحاً ولم يجرِ التعامل معه بجدية.

وهنا لا بد ايضاً ان نسأل، لاسيما ان السيد نصر الله في كلمته المشار اليها، تحدث عن المساعي والتحركات التي قامت بها قيادة الحزب فور تلقيها نبأ احتجاز اسرائيل راعيين لبنانيين، وكيف عمل الحزب على تغطية الفراغ الرسمي ووجه انذارا الى اسرائيل بضرورة الافراج عن الراعيين، وكيف ان اسرائيل اعلنت عن اعادتهما قبل انقضاء 15 دقيقة على انتهاء مدة الانذار، لماذا لا يضع الحزب امكاناته الاستخباراتية في متناول السلطات الرسمية وأجهزتها الامنية، ويقدم ما يملكه من معطيات ومعلومات عن الشبكات الاسرائيلية؟ ولماذا أيضا لم تتوجه السلطات الرسمية حتى الآن بطلب رسمي الى الحزب لمساعدتها في رصد هذه المجموعات التي، على ما يبدو، يعرف الحزب عنها أكثر مما تعرفه الاجهزة؟

انها دعوة موجهة الى كل من السلطات الرسمية اللبنانية والى قيادة "حزب الله" في وقت واحد: نريد ان نعرف حق المعرفة ما اذا كان للشبكات الاسرائيلية دور حقيقي وفعلي في ما نتعرض له يومياً، ونطالب الجهتين بالتعاون والتنسيق بينهما لتبيان صحة ذلك.

مصادر
النهار (لبنان)