لا يرى <<فاجعة أخرى>> في سوريا
قال وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي في لقاء مع <<السفير>>، ان بلاده لا تشعر بأي خطر من إيران، كما انه لا يرى <<فاجعة أخرى>> في سوريا، مستبعدا إقدام الولايات المتحدة على خطوة عسكرية ضد طهران او دمشق على غرار ما فعلته في العراق، في ضوء نتائج غزوها وما يبذله كل من البلدين من جهود تؤكد الدعوة إلى الحوار وعدم التصادم لحل الخلافات.
وأوضح بن علوي ان ما تتطلع إليه السلطنة ودول منطقة الخليج العربي هو <<الوصول إلى حل توافقي للقضايا الخلافية بين ما تعرضه إيران من ان برنامجها النووي سلمي وبين ما يراه الغرب من انه يتعدى ذلك>>، مؤكدا ان <<ما نعتقده ان على الطرفين ان يتمسكا باستمرار الحوار وأن لا يقفل هذا الباب على الإطلاق، لأنه بالحوار يمكن الوصول الى تفاهم او استنباط وسائل يمكن ان تساعد الطرفين على الخروج من الازمة التي هي الآن في عنق الزجاجة>>.
وشدد بن علوي على ان دول الخليج تنظر الى إيران على انها <<دولة كبيرة سواء كانت نووية او غير نووية، ولكن على مر التاريخ كانت هناك علاقات حسن جوار>>، مشيرا إلى ان <<حجم الدول في عالم اليوم لا يقاس فقط بالجغرافيا ولا بعدد السكان، وإنما بالقوة الاقتصادية>>، ومعربا عن تفاؤله باستمرار سياسة حسن الجوار بين إيران ودول الخليج العربي في المستقبل.
وحول التهديدات بالمواجهة بين إيران ودول الغرب، اعتبر وزير الخارجية ان لا مصلحة لأحد في ذلك، ورأى ان <<على كل طرف ان يؤدي دوره لإيجاد قاعدة للتفاهم والاستقرار>>، محددا <<دول الخليج والدول المجاورة لدول الخليج والدول التي لها مصالح في الخليج>> بأنها الأطراف المعنية بذلك.
وردا على سؤال عما اذا كانت بلاده تشعر بخطر من إيران، قال بن علوي <<نحن لا نشعر بخطر ولكن نفهم ان إيران دولة كبيرة والقيادة الإيرانية تدرك ذلك، وهذا واقع، ولإيران مصالح متبادلة مع دول المنطقة وهي مصالح ضخمة، وهناك تداخل في المجتمعات عميق تاريخيا، ونحرص على هذا الجو الاخوي، كما نفهم ان هناك مصالح دولية قد توجد بعض التناقض
ولكن الحكمة هي في كيفية إبقاء التناقضات في حدها الادنى بحيث لا تؤثر على الواقع الذي نعيشه>>.
وحول التعاطي الاميركي مع طهران قياسا بما سبق ان تم مع العراق، قال بن علوي ان هناك اختلافاً بين الوضع العراقي والوضع الإيراني <<والقادة الإيرانيون أكثر قدرة على التبصر من القادة العراقيين الذين كانوا أيام صدام حسين. ما حصل في العراق كان نتيجة تراكم سنوات وأمور كثيرة. الأمر بالنسبة لإيران مختلف، والولايات المتحدة الاميركية في ضوء تجربتها في العراق وغيره، وفي ضوء أوضاعها الداخلية والاقتصادية، وأيضا في ضوء ما شاهده العرب والايرانيون في العراق، كل ذلك يدفع الى استبعاد تدخل عسكري أميركي في إيران>>.
العراق
وفي الشأن العراقي، اعتبر بن علوي ان الاستقرار لا يتحقق عبر إرسال المزيد من القوات العسكرية إلى العراق، وإنما <<شرط هذا الاستقرار هو التوافق بين العراقيين انفسهم، وهم اذا لم يتوافقوا فلن يكون هناك استقرار>>. وحول التخوف من تنامي نفوذ إيران في العراق، اشار بن علوي الى ان وجود العتبات المقدسة في العراق يستقطب اكثر من عشرة ملايين إيراني يزورونها سنويا، بعد قطيعة طويلة تسبّب بها النظام السابق، علما بأن الوجود الايراني في العراق طبيعي بين دولتين جارتين، ولكن في الظروف الحالية، ومع التصنيفات المذهبية، يثير هذا الوجود الهواجس لدى البعض <<ولكن ستبقى المصالح بين العراقيين والإيرانيين كدولتين متجاورتين اكبر من مصالح العراقيين مع اي دولة عربية مجاورة لهم>>، معربا عن أمله في <<ان يكون هناك شيء من التوازن في العراق، وعلى كل حال فالشيعة العراقيون يقولون نحن اولا عرب ثم شيعة، ولكن لا شك في ان المصالح تلعب دورا، وفي السنوات الثلاثين الاخيرة احس العراقيون الشيعة بالظلم من الجانب المذهبي، ولذلك فإن القيادات الشيعية ترى ان المرحلة الحالية تشكل فرصة لها للتعويض عما لحق بها>>.
سوريا ولبنان
ووصف بن علوي التهديدات الاميركية لسوريا واحتمالات توجيه ضربة عسكرية إليها بأنها جزء من <<دبلوماسية الضغوط>>، وقال ان <<توجيه الضربات وخلافه ليس امرا سهلا، وأنا لا ارى ان هناك فاجعة اخرى ستحصل، والاشقاء السوريون يبذلون كل الجهود التي بإمكانهم، ولكن إرضاء الكل غاية لا تدرك>>.
وبشأن الاوضاع اللبنانية، اكد بن علوي ان التفجيرات المؤسفة التي تحصل لا ينبغي ان تؤثر <<على صورة هذا البلد الذي يبقى رغم حصولها مقصدا للعرب>>.
إسرائيل
إلى ذلك، شدد بن علوي على ان إعادة فتح المكتب التجاري الإسرائيلي في مسقط الذي اغلق العام 2000، مشروطة بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية وهذا يشمل الأراضي اللبنانية والسورية والفلسطينية وفق ما تتفق عليه هذه الدول مع اسرائيل، وأضاف ان على اسرائيل القبول بالمبادرة العربية لضمان الامن الذي تتطلع إليه، إذ انها لن تنعم بالأمن، إلا إذا انسحبت من الأراضي العربية.
وفي ما يخص اشتراط اتفاقية منظمة التجارة العالمية إسقاط مبدأ المقاطعة، قال بن علوي ان ذلك امر واقع، لكن الأمور في التجارة تتعلق بالعرض والطلب ولا تلزم الاتفاقية مواطني اي دولة بشراء سلع دولة معينة إذا لم يكونوا راغبين في ذلك

مصادر
السفير (لبنان)