قبل ساعات من اجتماع وزراء الخارجية لدول الاتحاد الاوروبي مساء أمس في لوكسمبور، سعيا الى اقناع النمسا التي تعارض انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي، بالمصادقة على الاطار الضروري للمفاوضات المقرر أن تبدأ اليوم، رأى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن على الاتحاد الاوروبي أن يختار بين موقعه "لاعباً عالمياً" اذا باشرت اليوم مفاوضات الانضمام مع تركيا، او كونه "نادياً مسيحياً" إذا رفضت ترشيح انقرة. وذهب وزير الخارجية التركي عبدالله غول الى حد القول إنه لا يرى موعداً لاحقا للمفاوضات، اذا لم تبدأ اليوم. وفيما حذر وزير الخارجية البريطاني جاك سترو من ان رفض انضمام تركيا سيزيد اتساع الهوة بين العالمين المسيحي والاسلامي، شدد رئيس الوزراء الايرلندي برتي أهيرن على ضرورة بدء المفاوضات في موعدها، ملاحظا ان الوقت بات متأخرا "لفرض شروط مسبقة جديدة"، في تلميح الى ما تفعله النمسا.

وقال اردوغان في مؤتمر لكوادر حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه في منتجع "كيزيلجا حمام" في شمال غرب البلاد إن "المشهد الذي سينتج من 3 تشرين الاول سيكون بالغ الدلالة لمستقبل تركيا والاتحاد الاوروبي على السواء". وخير الاتحاد الاوروبي بين أن "يقرر أن يصير قوة ولاعباً عالمياً من طريق اثبات نضج سياسي، أو ان ينخرط في ناد مسيحي". ووصف يوم الثالث من تشرين الاول بانه "اختبار" للمجموعة الاوروبية التي عليها أن تثبت "للعالم الى أية درجة تتمسك بقيم التعددية والديموقراطية" التي تبشر بها.

وعندما سئل غول في حديث الى صحيفة "ييني صفاك" عن موقف بلاده إذا فشل انطلاق المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي اليوم، أجاب: "اذا لم تبدأ المفاوضات (في الثالث من تشرين الاول )، لا اراها تنطلق في موعد لاحق. اذا لم تبدأ المفاوضات سنجلس للتفكير، سنصغي الى ما يقول الناس – وليس في تركيا فحسب بل في العالم أجمع من روسيا الى فلسطين". وقال ان "ثمة مشاكل خطيرة حالياً في شأن قرار بدء المفاوضات في الثالث من تشرين الاول، واننا نعمل على تسويتها. فاذا سويت تبدأ المفاوضات، والا فانها لن تبدأ". وبعدما ذكر بأن الثالث من تشرين الاول ليس سوى "موعد تنفيذ" قرار اتخذه الاتحاد الاوروبي في 17 كانون الاول 2004، كرر ان بلاده "ليست مستعدة لدخول مفاوضات أياً كان الثمن".

وكانت الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي قررت في كانون الاول بدء مفاوضات الانضمام مع انقرة في 3 تشرين الاول، لكنها لم تتمكن في الايام الاخيرة من التوافق على اطار التفاوض، في ظل اصرار النمسا على ان يلحظ وضعاً بديلاً من الانضمام الكامل. لكن أنقرة رفضت رفضاً باتا مفهوم "الشركة المميزة" الذي روجه معارضو انضمام تركيا في الكثير من الدول الاوروبية.

وفي المواقف الاوروبية المؤيدة لبدء المفاوضات، قال سترو لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي": "إننا قلقون مما يقال عن صدام الحضارات المزعوم. نشعر بالقلق من هذا الانقسام الديني السياسي الذي قد يزيد الهوة عمقا بين الدول التي يقال انها تنتمي الى التقاليد المسيحية وتلك التي تنتمي الى التقاليد الاسلامية". وأضاف: "اننا في حاجة الى تركيا في الاتحاد الاوروبي وليس لدفعها الى الجهة الاخرى... أننا نريد أن تنضم تركيا الى الاتحاد الاوروبي لانها دولة أوروبية. لقد تلقت وعداً بالانضمام الى الاتحاد الاوروبي منذ 42 سنة وكررنا هذا الوعد خمس مرات خلال السنين العشرة الاخيرة، وفي كانون الاول 2004 وحزيران من السنة الجارية، أعلن (زعماء الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي) بالاجماع ان المفاوضات ستبدأ غدا وهدف المفاوضات هو الانضمام الكامل".

وفي دبلن، اكد برتي أهيرن أن المفاوضات مع تركيا "ينبغي ان تبدأ في 3 تشرين الاول كما سبق لنا أن أعلنا. نحن اتخذنا قراراً في كانون الاول وفقاً لاساس محدد تم قبوله، ولا أعتقد ان علينا محاولة تبديل موقفنا". وامل أن يتوصل وزراء الخارجية الاوروبيون الى حل خلال اجتماعهم في لوكسمبور.

مصادر
النهار (لبنان)