"أبسط يدك .. أو اقبضها لا فرق لأن رمضان سيجبرك على الاندفاع نحو الماضي والحاضر في آن" ... منذ اللحظات الأولى يتغير إيقاع الحياة، فيفرض ألوانه الخاصة على السهرات التي تصبح امتداد لغريب العصر أو لسالف الزمان.

"أبسط يد ..." لأن المسألة ليست رمضان ... ونحن كإناث "ناقصات عقل ودين" لن نضطر لصوم كامل الشهر فنفكر كيف يمكن أن نخسر هذه الأيام؟!!! لكننا ناقصات دين رغم المساحات الكبيرة التي نغطيها على امتداد الخطاب الديني. لكن نقص العقل والدين لا يمنعنا من الحياة في "رمضان عصري" .. يحمل الاختلاط مع الطقس الديني.

في صلاة التراويح ربما لا يختلف الأمر كثيرا عن المطاعم التي تفتح من الإفطار إلى السحر ... فالاختلاط موجود رغم اختلاف مسبباته ... فهناك حشود عابرة نحو المساجد نستطيع تميز الإناث فيها ... ويستطيع حس القنص عند الرجل من اكتشاف "روح الأنثى" رغم عمليات العزل المفروضة داخل الطقوس الدينية.

وفي رمضان الـ"مودرن" أيضا سهرات ليست راقصة لكنها مخنوقة بـ"التنباك" ودخان النراجيل، أو صوت طاولات الزهر والنرد ... وهنا الاختلاط واجب لكنه بآليات مختلفة ... فهو لنسيان التعب اليومي لإنسان القرن الجديد وهو يحمل الساعات على ظهره باتجاه مدفع الإفطار ... وهل يختلف هذا المشهد عما يحدث في أماكن العبادة ..!

إنها آليات مختلفة للتعبير عن الانتماء لمجتمع ما قبل التاريخ .. مجتمعات غير قادرة على التنصل من صورتها التي تتعبها أو ترهقها فتغرق في المبالغة بآليات جديدة ...

ليصم من يصوم هذا شأنه ... وناقصات الدين يصمن ويفطرن على إيقاع تشريعات الذكور .. لكن الصورة ليست في وقف سيل الطعام إلى المعدة .. إنها في وقف احتراق الذات وهي تؤدي واجبا ثم تدرك أن الهروب منه سيكون بعد ساعات كي تنسال النعم، بعد أن تفجرت الأسواق صباحا ...