الشخصية المأسوية لهذا الأسبوع هي بنيامين نتنياهو، إلى درجة صدور تكهنات حول امكانية انسحابه من الحياة السياسية. فبدلاً من طرد شارون من الليكود وجد نفسه الآن في مكانة المعد للطرد. المشاعر التي يثيرها في اوساط الجمهور العريض معروفة. الان يتبين ان نتنياهو مكروه جداً حتى داخل الليكود، حصنه الداخلي. اسألوا سلفان شالوم. سلفان شالوم يكره نتنياهو بالدرجة التي لا يحترم فيها ارييل شارون سلفان شالوم. وشالوم مستعد لابتلاع استخفاف شارون، المهم بالنسبة له ان يتعذب نتنياهو.

نتنياهو يتألم. يا الله كم يتألم.

هو كسب هذه المعاناة باستقامة ونزاهة. بدلا من ترك شارون يتصبب عرقاً لعدة أشهر أخرى والتلوي والتألم في قرار خوض المنافسة في نيسان أو عدمه وفقدان قدرته على الصعود، بينما يواصل هو (نتنياهو) صعوده الى الأعلى ـ استسلم نتنياهو كعادته إلى غرائزه. شاهد أمامه اقتراح تقديم موعد الانتخابات التمهيدية فسارع للقفز عليه. في الانتخابات التمهيدية السابقة قام يسرائيل كاتس بالتجول والقول لكل من يريد ان يسمع ومن لا يريد ان نتنياهو مثل الاسد الذي يشم رائحة الظبي المسكين. بعد ذلك تبين ان الاسد ليس اسدا وأن الظبي يزن 50 طنا وانه قد رمى بنفسه فوقه بكل بساطة. هذا ما حدث في هذه المرة أيضا. مع يسرائيل كاتس نفسه ومع نفس الغطرسة ونفس الاخطاء والميل الغريب العجيب لعدم الاستفادة من العبر أبداً.

انتقادات نتنياهو لفك الارتباط شرعية. وربما تكون صحيحة. ولكن كل ذلك ليس ذي صلة لشدة الأسف. ما استوعب في الوعي هو الشخص نفسه صاحب العرق والنزعة التآمرية. كل ما بناه خلال سنواته كوزير للمالية في جولاته التاريخية لاصحاب الجاه النخبويين ضاع في لحظة واحدة. من الذي يستطيع الان ان يقول ان النمو المفاجئ (5.1 في المائة) هو من صنع يديه بينما ترتسم ابتسامة اولمرت من فوقه. بيبي الذي كان ذخرا يتحول أمام أعيننا الى عبء انتخابي. بالنسبة لشارون الذي كان نتنياهو بالنسبة له عبئاً ثقيلا، اصبح الوضع معكوساً تماما. من الذي يكترث إلى انه بطل العالم السخرية. وأنه السياسي الاقوى الذي شهدته حياتنا السياسية، وأنه "احتفل" في هذا الاسبوع بخمس سنوات على زيارته الكارثية للحرم القدسي (والتي اندلعت من بعدها الانتفاضة التي اسقطت في جانبنا قرابة 1100 قتيل)؟

اريئيل شارون لم يعرف ابدا مثل هذه الفترة الميسورة. هو ايضا كسب هذه الفترة باستقامة. لدى شارون مزايا قيادية، ليس من الممكن انتزاع ذلك منه، نتنياهو، حتى بعد مائتي عام، لن يقترب من هناك.

مصادر
معاريف (الدولة العبرية)