ألمح رئيس الوزراء “الاسرائيلي”، ارييل شارون، امس الى تحقيق انجاز جديد لانسحابه من قطاع غزة، بالتوصل مع الرئيس الامريكي جورج بوش الى صفقة يضمن بموجبها الانسحاب من بعض مستعمرات الضفة الغربية المعزولة مقابل ان تعمل الولايات المتحدة على منع المجتمع الدولي من الوصول الى المنشآت النووية “الاسرائيلية” وتفتيشها.

وكان شارون يتحدث في مقابلة مع صحيفة “يديعوت احرونوت” بمناسبة رأس السنة العبرية التي تبدأ اليوم. وذكرت الصحيفة ان “اسرائيل”، “لن تطالب بتقديم تقارير حول قدراتها النووية، وهو ما يلمح اليه شارون حين يتحدث عن تفاهماته مع بوش على ضمان امن “اسرائيل””. وتضيف: “في الخيار بين ميغرون (بؤرة استيطانية في الضفة الغربية) والمنشآت النووية، اختار شارون الحفاظ على المنشآت النووية”.

وكرر شارون قراره بعدم تنفيذ أي انسحابات اضافية من الاراضي الفلسطينية متسلحا بالوعود التي تلقاها من الادارة الامريكية بدعمه في مواقفه المتعلقة بمواصلة السيطرة على الكتل الاستيطانية الكبرى، ورفض حق عودة اللاجئين ومنع ممارسة الضغوطات الدولية لالزام “اسرائيل” بالانسحاب الى حدود العام 1967.

وقال شارون في سياق حديثه انه يتوقع حدوث تقدم كبير في العملية السياسية خلال السنتين المقبلتين بالمسار الذي سبق وحددته الخطة الامريكية “خريطة الطريق” للتسوية الفلسطينية “الاسرائيلية”. وضمن ما ذكر من قطف ثمار لتنفيذ خطة الانسحاب “تودد” بعض الدول العربية والاسلامية ل “اسرائيل” ووقف نزع الشرعية الذي استهدف وضع “اسرائيل في صف الدول العنصرية”. وحسب الصحيفة فإن شارون يحرص دائما على استعمال “قيدت لهم ارجلهم” إذ يتحدث عن نجاحه في تجنيد المجتمع الدولي والربط بين المصالح المتناقضة للرأي العام الدولي ول “اسرائيل”. وتضيف الصحيفة ان رسالة التعهدات التي حصل عليها شارون من الولايات المتحدة وتتعهد فيها واشنطن بالاعتراف بالكتل الاستيطانية ورفض عودة اللاجئين تدعم الادعاءات “الاسرائيلية” ليس على الساحة الامريكية فحسب، بل وعلى الحلبة الدولية التي، كما يقول شارون بدأت تتبنى الافتراض بأن “اسرائيل” لن تنسحب الى حدود 1967.وقالت اوساط سياسية “اسرائيلية” رفيعة انها على اقتناع بأن واشنطن لن تمارس على مدار سنة على الاقل، أي ضغوط سياسية على “اسرائيل” لتغيير المبادئ الأساسية التي حددتها لمواصلة المفاوضات مع الفلسطينيين والتي تشترط التقدم على مراحل، وربط التقدم نحو كل مرحلة بتطبيق سابقتها اضافة الى موقفها من حركة حماس وتفكيك سلاح التنظيمات الفلسطينية.

الى ذلك دعا صائب عريقات رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، الاتحاد الاوروبي الى التدخل لدى “اسرائيل” لفتح معبر رفح البري بين مصر وقطاع غزة وتسهيل حركة مرور الافراد والبضائع والمركبات بين الضفة الغربية وغزة.

مصادر
الخليج (الإمارات العربية المتحدة)