يتعاظم في إسرائيل وفي الإدارة الأميركية وفق صحيفة <<هآرتس>> الترقب لنتائج التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وتقوم الحكومتان بالتشاور في هذه النتائج التي سوف تترك آثاراً كبيرة على المنطقة بأسرها.

وكانت صحيفة <<معاريف>> قد أشارت، أمس الأول، إلى مشاورات مكثفة بين الحكومتين حول هذه القضية وقضايا تتعلق بانتشار القوات الدولية على الحدود بين لبنان وإسرائيل.
وبحسب <<هآرتس>> فإن المصادر السياسية الإسرائيلية تعتقد أن نتائج التحقيق الدولي الذي يقوده ديتليف ميليس سوف تُحرج سوريا كثيراً، وسوف تضع نظام الرئيس بشار الأسد في وضع حرج، وأن الأميركيين اهتموا في المحادثات التي أجروها مؤخراً مع مسؤولين إسرائيليين، بالتقديرات الإسرائيلية للورثة المحتملين لنظام الرئيس بشار الأسد.

وسأل المسؤولون الأميركيون، أثناء هذه المحادثات، عمن يمكن أن يحلّ محلّ الأسد في قيادة سوريا وفي الوقت نفسه ضمان الاستقرار في الدولة. وأشارت <<هآرتس>> إلى أن الانطباع الذي تولّد لدى الإسرائيليين من هذه المحادثات، هو أن الهم الأميركي الأساسي يتركّز حول دخول عناصر إرهابية عبر سوريا إلى العراق وليس خطر حزب الله في لبنان.

وعلى العكس من ذلك، فإن الانطباع الذي تولّد لدى المسؤولين الأميركيين يتلخص في أن إسرائيل تفضل بقاء قيادة سورية ضعيفة بقيادة الرئيس الأسد، تخضع للضغط الدولي، وهي غير متحمّسة لتغيير محتمل في النظام السوري. وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يتخذ في واشنطن حتى الآن قرار بشأن كيفية التصرف، كما أن الأميركيين ينتظرون نتائج التحقيق قبل أن يبلوروا خطواتهم بالنسبة لسوريا.

ونقلت <<هآرتس>> عن المصادر السياسية قولها إنه لم يجر حتى اليوم في إسرائيل أي نقاش منظم حول الآثار المحتملة للتحقيق في اغتيال الحريري، أو في التغييرات المحتملة في الحكم السوري. وقالت المصادر إنه في الظروف القائمة من الصعب رؤية مَن يمكن أن يحلّ محلّ الأسد من خارج الدائرة القريبة للنظام الحالي، ومثل هذا التغيير سيدفع سوريا فقط إلى انتهاج سياسة أكثر تطرفاً.

وأوضحت الصحيفة أن فرضية العمل لدى الأوساط المهنية في القدس المحتلة، هي أن التحقيق سوف يزيد عزلة سوريا وأن الأمم المتحدة ستطالبها بتسليم الضالعين في الجريمة مثلما حصل مع ليبيا في قضية إسقاط الطائرة الأميركية في لوكربي. وبدأت سوريا مؤخراً بالاستعداد لمواجهة قرائن إدانة، فشرعت بحملة دبلوماسية للتخفيف من آثارها.

وكانت <<معاريف>> قد أشارت إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة زادتا مؤخراً الرقابة على ما يجري داخل سوريا قبيل نشر تقرير ميليس <<الذي يفترض أن يبدّد الضباب حول المسؤولين عن اغتيال الحريري>>. وأشارت إلى أن التقديرات الإسرائيلية ترى أن التقرير سوف يورّط الرئيس السوري. وقالت إنه مع ذلك ليست لدى الإدارة الأميركية حتى الآن أي خطة عمل مبلورة للتعامل مع وضع مماثل، وأن التقديرات بشأن رسوخ النظام السوري متناقضة.

من جانبه، شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون في حديث مع <<هآرتس>>، على أن <<موضوع الحدود الشمالية يشغل بالي بالتأكيد. يجب تطبيق القرار 1559 الذي لم يطبق بكامله>> وذلك في اشارة الى ان القرار يُطالب بنزع سلاح الميليشيات في لبنان.
واضاف شارون <<في لبنان يوجد جزء من الحرس الثوري الإيراني، كما أن السوريين لم ييأسوا بعد من السيطرة في لبنان ويفعلون ذلك عبر حزب الله سوية مع الإيرانيين. وينشغل السوريون في تدريب مخرّبين يشقون طريقهم للعمل في العراق>>.

وكرر شارون موقف رفض الدخول في مفاوضات سياسية مع سوريا، معتبراً أنه <<لا ينبغي لإسرائيل اتخاذ خطوات ترمي للمساس بالجهود الأميركية الرامية إلى ممارسة الضغط على سوريا>>. ورداً على سؤال حول احتمال استئناف المفاوضات حول هضبة الجولان المحتلة في حالة تغيير النظام في دمشق، قال شارون <<موقفي في موضوع الجولان معروف، وأوضحته مرات عديدة>>. ومعروف أن شارون معني ببقاء الجولان تحت السيطرة الإسرائيلية ويؤمن أن اقتراحات أسلافه للانسحاب من الجولان كانت تعرّض إسرائيل للخطر.

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)