بحث وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي أمس مع المسؤولين الكويتيين في الوضع في العراق وازمة الملف النووي الايراني، وسط تأكيد الناطق باسم الوزارة حميد رضا آصفي ان ايران لن توافق على معاودة المفاوضات مع الاوروبيين اذا اشترطوا تعليق كل النشاطات النووية الحساسة.

وصرح الوزير الايراني للصحافيين عقب محادثاته مع نظيره الكويتي الشيخ محمد الصباح بان "الاستقرار والهدوء في العراق يساعدان في استقرار المنطقة" وان ايران "تدعم المحاولات والمبادرات التي تقوم بها دول الجوار العراقي" لضمان ذلك.

وكان متقي وصل الاثنين الى الكويت والتقى رئيس الوزراء الشيخ صباح الاحمد الصباح ورئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي. والكويت هي المحطة الاولى في جولة يقوم بها على دول المنطقة تشمل ايضا البحرين والسعودية وسلطنة عمان .

واوضح الوزير الايراني ان الملف النووي الايراني هو احد المواضيع التي سيثيرها خلال جولته. وقال ان "علاقاتنا مع الدول التي تقع جنوب الخليج الفارسي تشمل مثل هذه المسألة".

ومن المقرر ان يزور متقي اليوم السعودية لاجراء محادثات تتناول "كل التطورات المتعلقة بالوضع في العراق" استنادا الى ما أدلى به الاحد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل. وقال الوزير الايراني ان محادثاته "مع الاخوة في السعودية ستتركز على القضايا الثنائية والاقليمية وبذل مزيد من الجهود في شأن الامن في العراق".

وتأتي جولة متقي وسط تصعيد في الملف النووي الايراني وبعد ايام من انتقاد الرياض علنا التغلغل الايراني في العراق.

وفي طهران، سئل آصفي عن موقف طهران من دعوة الدول الاوروبية ايران الى تعليق كل نشاطاتها المرتبطة بتخصيب الأورانيوم قبل معاودة المفاوضات، فأجاب: "لن تقبل جمهورية ايران الاسلامية مفاوضات بشروط... عوض فرض شروط على المفاوضات يجدر بالاوروبيين معاودتها. انهم هم الذين قطعوا المفاوضات". واشار الى ان "بعض الدول الاوروبية طلب في الايام الاخيرة معاودة المفاوضات".

وكان وزراء الخارجية للدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي حضوا الاثنين ايران على تعليق كل نشاطاتها النووية الحساسة جدا، مؤكدين رغبة الاتحاد الاوروبي في معاودة المفاوضات بين الجانبين.

ونقلت وكالة الجمهورية الاسلامية للأنباء " أرنا" الايرانية عن رئيس مجلس الشورى غلام علي حداد عادل ان "ايران مستعدة للتفاوض في اطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنها تلح على حقوقها المشروعة".

واعتبر رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام علي أكبر هاشمي رفسنجاني ان " ايران ابدت الكثير من المرونة في الملف الايراني على رغم كل ما تثيره من حساسيات داخل البلاد. آمل في ألا يجازف الطرف الاخر باتخاذ بادرة قد تكون نتائجها وخيمة"، في اشارة الى احتمال احالة الملف الايراني على مجلس الامن وهو ما لمح اليه قرار مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وسئل آصفي ايضا عن تحذير روسيا لايران من الانسحاب من البروتوكول الاضافي لمعاهدة منع انتشار الاسلحة النووية، فأجاب: "اذا كانت روسيا ترغب في القيام بدور ايجابي للخروج من الوضع الحالي فعليها ان تعرض خطتها".

ووصف أخيراً دعوة الولايات المتحدة الاثنين كل الدول الى عدم التعاون مع ايران نووياً بأنها "غير شرعية وليس لها أي أساس قانوني".

مصادر
النهار (لبنان)