بعد يومين من زيارة رئيس مجلس الشورى الايراني غلام علي حداد عادل لدمشق، وصل امين سر المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي لاريجاني المكلف الملف النووي الى سوريا، فيما رجحت مصادر ايرانية وصول وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي في الايام القريبة.

واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد لاريجاني والوفد المرافق له في حضور السفير الايراني في دمشق محمد رضا باقري. وافادت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" ان الحديث في اللقاء تناول "آخر المستجات الاقليمية والدولية والاوضاع في كل من العراق وفلسطين والضغوط التي تتعرض لها سوريا وايران والتنسيق بينهما في شأن القضايا المطروحة، كما تناول علاقات الصداقة والتعاون بين سوريا وايران والمواضع ذات الاهتمام المشترك".

ونقلت مصادر اعلامية ايرانية لـ"النهار" عن لاريجاني قوله عن طبيعة زيارته دمشق ان "لدينا تعاون مع سوريا منذ القديم ولا سيما في القضايا المهمة التي تعيشها المنطقة، وفي الظروف الراهنة هناك أحداث تحصل تتطلب ان نضاعف التشاور بيننا وبين سوريا". وقال انه لن يطلب من دمشق دعمها في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعدما صارت أحد أعضاء مجلس الحكام لأن "علاقتنا مع سوريا أقوى بكثير من ذلك، فالدول الصديقة ستدعمنا سلفا من دون طلب".

الى ذلك، أوضحت مصادر ايرانية في دمشق ان الحوار السوري – الايراني "يأتي في خضم اوضاع استثنائية في المنطقة وان من الضروري ان يكون هناك تكثيف للمحادثات واللقاءات بين البلدين الصديقين، وخصوصا أنهما مرتبطان بعلاقة استراتيجية". واستبعدت ان تكون لزيارة لاريجاني علاقة بسعي سوري الى مصالحة بين المملكة العربية السعودية وايران، على خلفية تصريحات أدلى بها أخيرا وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل "لأن صفة المسؤول الايراني ومستواه لا يفهم منهما انه يقوم بمصالحة". وقالت: "نعتقد ان الزيارة لها علاقة بمواجهة الضغوط الاميركية على كل من ايران وسوريا".

ولاحظت "ان تحركات اقليمية يقوم بها وزير الخارجية منوشهر متقي تتعلق بتطورات العلاقة الايرانية – السعودية، وفي هذا الاطار قد يصل متقي الى دمشق في الايام القريبة".

وفي هذا الصدد، ذكرت المصادر الايرانية ان "السياسة الايرانية لم تختلف ولم تتغير مع ذهاب الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي ووصول الرئيس (محمود أحمدي) نجاد الى السلطة والقائمة على توثيق العلاقة ومد الجسور مع جيرانها العرب ولكن يبدو ان السعودية لها رأي آخر".

وكان رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني زار دمشق في الثاني من الشهر الجاري واستقبله الاسد وأطلق موقفا حذر فيه اسرائيل من "حماقة" قد ترتكبها بضرب المنشآت النووية الايرانية.

مصادر
النهار (لبنان)