تتواصل في مواقع الانترنت السورية الحملات الاعلامية ضد نخبة من اللبنانيين وضد شخصيات سياسية، بعضهم كان من أقرب المقربين الى سورية حتى وقت قريب مثل وزير الدفاع اللبناني الياس المر، وهو احد اهم الاسماء في الحملة السورية الحالية، والتي جاء في سياقها مقال نشره موقع "سيريا نيوز" بعنوان "هل يكون إلياس المر آخر الخونة؟".

وما كتب عن الياس المر جزء من حملة اوسع يمكن ملاحظتها في مقال آخر نشره موقع "سيريا نيوز" ايضا تحت عنوان "فساد من دون حياء في لبنان"، قال فيه كاتبه ان سياسيي لبنان "يجيدون التلون ولا يستطيعون العيش إلا بالوصاية"، وان سلوكياتهم "تتناغم وفق مصالحهم الشخصية وليس المصلحة الوطنية كما يدعون"، وعدد كاتب المقال اسماء شخصيات لبنانية تتوافق والمواصفات المحددة بينهم الياس المر الذي فجر موضع تلقيه تهديدات من رئيس المخابرات العسكرية السورية في لبنان العميد رستم غزالي، وربطها بمحاولة اغتياله الشهر الماضي، فيما كان حينها قد ربط الاغتيال بتلقيه تهديدات من المخيمات الفلسطينية في لبنان.

وأشار المقال الى الناطق الإعلامي للقوات اللبنانية، وأحد أشد المعارضين لسورية الشيخ بيار الضاهر، وقد كان بين الذين زاروا "إسرائيل" مع سمير جعجع قبل ان يتحول إلى خط دمشق السياسي في لبنان، و كان لا يفضل دخول دمشق إلا من الخط العسكري حتى تحولت محطته "الـ. بي. سي" الذي يرأس ادارتها إلى محطة سورية بامتياز في تلك الفترة، وقد اطلق تصريحات مبطنة "ضد سورية تتناغم مع المعارضين اللبنانيين بعد تعرض الإعلامية مي شدياق لمحاولة الاغتيال".

وبحسب المقال، فان انقلاب وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي على دمشق "ربما المثال الأوضح" من خلال انتقال جنبلاط من موقع حليف سورية "الى ألغاء جنبلاط كل مواقفه السابقة لينقلب فجأة ويعلن هجومه الواضح على النظام في سورية، وحتى أنه ساهم بخلق جو من الكراهية ضد السوريين عكست على حالات القتل التي تعرض لها العمال السوريون في لبنان".

وكانت الصحافة السورية ومواقع الكترونية شنت في وقت سابق حملات إعلامية ضد شخصيات لبنانية بينها سعد الحريري زعيم تيار المستقبل ونجل رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري ووزراء ونواب بينهم مروان حمادة وجبران تويني والصحافي علي حمادة ولم يسلم رئيس تحرير "السفير" طلال سلمان من تداعيات تلك الحملات على رغم علاقاته القوية مع دمشق طوال عقود وتقارب مواقفه مع مواقفها.

غير ان الاخطر في الحملة الجديدة، ما أشار اليه موقع "شام برس" الالكتروني في رسالة له من بيروت عما تتناقله اوساط لبنانية من "ان جهاز المخابرات السوري الذي كان مكلفا بمتابعة الامن في لبنان، يستعد للكشف عن معلومات بحوزته حول افعال ساسة وصحافيين ورجال اعمال لبنانيين" وعلاقاتهم "الاخلاقية والمالية"، واحتمال "ان ينشر السوريون صورا لشيكات قبضها صحافيون وكتاب لبنانيون وساسة من مسئولين كبار لديهم ثروات فاحشة"، و"قصص عاطفية سوداء بين مسئولين وسيدات من الطبقة المخملية".

وقال صحافي سوري معقبا على هذا التحول، على رغم ان عملا كهذا قليل الاحتمال بسبب ما يثيره من مشكلات ومشكلات تنجم عن نشر قصص موازية من الجانب اللبناني حول شخصيات سورية، فان نشر بعض القصص من جانب السوريين على شخصيات لبنانية معينة امر وارد على نحو ما حدث في الكلام السوري الذي اعقب تصريحات الوزير الياس المر، إذ قال السوريون ان الوزير المر احد رجال الفساد، وان هناك "وثائق وتحويلات مالية وعقود مالية ذات طابع سياسي، تثبت فساد الوزير المر وسيتم كشفها في الوقت المناسب من بينها شيك قيمته ملايين الدولارات وتاريخه 22/4/ 2002، تم تحويله من بنك المدينة وممهور بتوقيع رنا قليلات".

وكما هو واضح، فان الحملات السورية على النخبة اللبنانية تبدو مستمرة ومتصاعدة، بل انها في هذا المسار تبدو وكأنها محصلة نشاط بعض الجهات الرسمية السورية واوساط اعلامية ورواد مواقع انترنت سورية، استغربت ما اسمته "عدم الرد السوري على الحملات الاعلامية اللبنانية ضد سورية والسوريين"، وطالبت المسئولين بالرد على التصريحات والحملات المعادية لسورية، ويكشف الدقيق في تعليقات رواد المواقع الالكترونية السورية، ان هناك هجمات واسعة يشنها الرواد على شخصيات لبنانية مثل "جعجع وشمعون والجميل والتويني"، ثم "جنبلاط وحمادة والعريضي وفتفت والبويز والفتوش والياس المر، اضافة الى نائلة معوض وغنوة جلول".

وان كان من كلمة تقال في هذه الحملات، فانها تعبير عن حرب سورية - لبنانية غير معلنة، وطبقا لما يقوله كثيرون في دمشق، فإن آثار هذه الحرب، قد تكون ابعد من الخلاف الحالي بين دمشق وبيروت، وهي لاشك انها ستؤثر بصورة سلبية على العلاقات المستقبلية بين سورية ولبنان.

مصادر
الوسط (البحرين)