ذكرت الصحف الاسرائيلية أمس ان رئيس الحكومة أرييل شارون سيجتمع برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قبل سفر الاخير الى واشنطن المقرر في 20 الحالي. ومن الموضوعات المدرجة في جدول أعمال الاجتماع: تطبيق تفاهمات قمة شرم الشيخ المتعلقة بخروج الجيش الاسرائيلي من مدن الضفة واطلاق الاسرى الفلسطينيين. واشارت "هآرتس" الى عودة ممثل اللجنة الرباعية جيمس وولفنزون هذا الشهر الى المنطقة للبحث في امكان تشغيل المعبر الحدودي بين قطاع غزة ومصر والاتفاق على المعابر بين القطاع واسرائيل.

ومن بين التعليقات التي نشرتها "هآرتس" في رأس السنة العبرية مقال لدورون روزنبلوم كتب فيه كيف تحول أرييل شارون من رمز للعنف والجلافة الى أمل اسرائيل الكبير، ننقل بعض ما جاء فيه: "ما الذي فعلته لنا يا أرييل شارون؟ في السنوات الماضية كنت تعتبر في نظر الكثيرين مجرماً سياسياً...وبين بيروت وزيارتك لجبل الهيكل أشعلت حربين ... فهل في العالم الديموقراطي من يوازيك قوة وعنفاً واستخفافاً بالقانون والنظام ؟

ما الذي جرى كي تتحول فجأة أملاً كبيراً لإسرائيل؟وكيف أصبحت محط تقدير وثقة كاملة للجميع بمن فيهم اليسار الأكثر رقة وتهذيباً؟ يبدو ان التفسير بسيط: لقد غيرتَ رأيك، رأيتَ الضوء، وصلت الى النقطة حيث الامور تبدو من هنا مختلفة عما تبدو من هناك. واذا كان البلدوزر غيّر اتجاهه فلماذا لا يحاول الاخرون استغلال ذلك لمصلحتهم بالطريقة النفعية عينها التي استخدمتها انت في الماضي؟

في الواقع كان علينا ان نفرك أعيننا وآذاننا كي نصدق انك أنتَ وليس اسحق رابين من القى هذا الخطاب في الامم المتحدة، أنتَ وليس يوسي بيلين أو اوري أفنيري هو من يقف وراء عبارات مثل: من الصعب وجود دولة يهودية وديموقراطية والاستمرار في السيطرة على جميع اجزاء أرض اسرائيل، وانه قالها أمام اللجنة المركزية لحزب الليكود و أمام ميكروفون أُسكت بصورة رمزية...

أنا لم اتغير أنتم الذين تغيّرتم. هذا ما قلته عندما بدأت شعبيتك رئيساً للحكومة بالصعود. هذا غير صحيح اطلاقاً . لقد تغيرتَ، ولمزيد من الدقة غيرتَ مواقفك. فهل فعلاً غيرت جلدك؟ وهل مررت في عملية تحول لا نعرف طبيعتها؟ ليس تماما هذا ما حدث: فخطة فك الارتباط نُفذت بطريقة فجة ومتماسكة مثلما نُفذت كل خططك وتدابيرك السابقة، وحده التوجه هو الذي تبدل. ربما لست وحدك من تغيّرت، وانما نحن أيضاً تغيرنا؟ ولكن أليست هذه الاستنتاجات بالتحديد هي التي قالها طوال سنوات وعقود وبوضوح أحزاب وشخصيات ومثقفون، لكنهم قوبلوا بالاستهزاء والسخرية وطردهم الناخب الاسرائيلي خارج الكنيست مرة تلو الأخرى. السبب هو ان الشعب اعتاد حكاماً غلاظ القلوب، وهو مستعد للقبول ببشرى الخلاص عندما تأتي فقط من فم أكبر سفاح في المنطقة".

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)