حضّ المعلق زئيف شيف في "هآرتس" أمس الشعب الفلسطيني على الضغط على حركة"حماس" والمنظمات الفلسطينية المتطرفة من أجل وقف الهجمات من غزة على اسرائيل، اذا ما أراد الحصول على المساعدات الدولية. ومما جاء في المقال:"المواجهة العسكرية التي وقعت في قطاع غزة بعد انسحاب اسرائيل من هناك ما زالت حتى الآن موضع خلاف في الرأي في وزارة الدفاع. حماس وأكبر تنظيمين فلسطينيين، لجان المقاومة الشعبية وكتائب الاقصى، أطلقت عشرات الصواريخ على اسرائيل بعد الانسحاب، رغم التحذيرات الشديدة لرئيس الحكومة ولوزير الدفاع شاوول موفاز وقادة الجيش الاسرائيلي.

الذريعة الفلسطينية لإطلاق القسام على اسرائيل مثيرة للسخرية. فالإنفجار الذي وقع خلال مسيرة حماس سببه إهمال عناصر حماس. ولقد بلغ عدد القتلى في الحادث حتى الآن 23. عشية رأس السنة أوقفت اسرائيل عملياتها الانتقامية ويمكننا ان نجري تقويماً أولياً. يبدو ان اسرائيل تحاول تطوير عقيدة امنية جديدة وعنيفة في مواجهة قطاع غزة...

في حال تجددت المواجهات العسكرية في غزة، ويبدو ان هذا هو التوجه اليوم، سترد اسرائيل بقسوة بالغة. في المواجهة الاولى قام الجيش بقصف مدفعي واطلق العديد من الصواريخ بعد مضي سنوات على امتناع الجيش عن استخدام السلاح المدفعي ضد قطاع غزة. ومعظم القذائف وجهت الى مناطق غير مأهولة. وليس هذا بالضرورة ما سيجري في المرة المقبلة. وبالاضافة الى الاغتيالات المحددة ضد الاشخاص المتورطين بالارهاب، جرى خلال المواجهة الاولى اختيار أهداف في البنية التحتية مثل الطرق والمدارس الفارغة لحماس ومؤسسات الدعوة التابعة للحركة، فضلاً عن قيام الطائرات الحربية بخرق جدار الصوت فوق المناطق المأهولة في المناطق. كما أغلقت غزة بصورة كاملة أمام القادمين والمغادرين.

هناك انطباع بأن اسرائيل دخلت الان نوعاً من الهدنة، لكن التعابير والمصطلحات القتالية الجديدة مضللة. فلقد حدد الفلسطينيون وحدهم مصطلح التهدئة التي قتل خلالها 57 اسرائيلياً.

بعد الانسحاب من قطاع غزة يجب وقف هذا التناقض، فمن جهة الفلسطينيون يقصفون اسرائيل من قطاع غزة بصواريخ القسام، ومن جهة اخرى تظهر اسرائيل مراعاة مبالغاً فيها للمشاريع التي أقامتها الدول المانحة في قطاع غزة. فاذا كان الجمهور الفلسطيني يرغب في مال الدول المانحة وفي المصانع والمساعدات بما في ذلك تلك الآتية من اسرائيل، ينبغي عليه ان يضغط على "حماس" وعلى المتطرفين الاخرين لوقف الحرب. ليس في استطاعة هذا الجمهور ان يستفيد من الامرين معاً: الحرب على اسرائيل، والحصول على المساعدات واقامة المصانع في القطاع والانتقال السهل الى مراكز العمل في اسرائيل. فاذا استمرت الحرب وهذا ما ترغب فيه حماس، فستضطر الدول المانحة الى مغادرة المنطقة مثلما حدث في أماكن اخرى. والنيران الاسرائيلية ستجعلهم يهربون... الخيار هو بين يدي الشعب والسلطة الفلسطينية وعليهما اتخاذ قرارهما".

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)