جدد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ولش امس "قلق" بلاده بشأن "التدخل السوري" في لبنان والعراق وفي الصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي, قائلا ان دمشق لا تستمع في ما يبدو الى نداءات واشنطن بهذا الخصوص.

وقال ولش للصحافيين في القاهرة عقب محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك إن صدور تقرير فريق التحقيق الدولي برئاسة القاضي الالماني ديتليف ميليس هذا الشهر في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري, وتقارير مبعوث الامم المتحدة الى المنطقة تيري رود لارسن ربما تتيح فرصة لكي يرسل العالم إشارة الى سورية بشأن ما اسماه "سلوكها السيئ", واوضح المسؤول الاميركي: "نحن نتطلع الى التقارير التي تأتي من ممثلي الامين العام للامم المتحدة السيد لارسن والسيد ميليس وهذه التقارير ستعرض على مجلس الامن الدولي بحلول نهاية الشهر. أتوقع أن يتيح هذا فرصة أخرى ليرسل المجتمع الدولي أقوى إشارات الى السوريين حول سلوكهم السيئ".

وأضاف ولش: "إن قلقنا لا يتعلق بالوضع في العراق وحسب ولكن أيضا بتدخل سورية في لبنان وتدخلها من جديد في الوضع بين الفلسطينيين والإسرائيليين", وتابع: "هذه قضايا صعبة جدا وسنطلب من الحكومة السورية عدم التدخل في هذه المسائل. يبدو أنهم لا يستمعون ويبدو أن هذا السلوك لا يتغير".

وردا على سؤال حول وجود أفكار مصرية تم بحثها لاقناع سورية بالاصغاء الى المطالب الاميركية، قال ولش: "إننا نرى أن دور مصر في المنطقة مهم ويساهم في السلام والاعتدال واعتقد أن لدينا تفاهماً مشتركاً للتحديات التي تواجه المنطقة وقلقاً مشتركاً حول الاوضاع في العراق ونوافق معا على أن لبنان لا بد أن يكون حرا من أي تدخل خارجي ونؤمن أن الاوضاع بين الفلسطينيين والاسرائيليين لا بد من تحسينها بكل الطرق الممكنة".

واضاف "نحن قلقون في الولايات المتحدة من النشاطات السورية التي قد تهز استقرار أي من تلك المناطق لبنان والعراق والاوضاع الفلسطينية الاسرائيلية ونحن نرى خطراً كبيراً في ذلك ومخاطرة كبيرة ولدينا مناقشات جيدة حاليا مع أصدقائنا المصريين حول ذلك وبالطبع فإن لديهم في مصر أساليب للتعامل مع تلك القضايا ونريد التشاور معهم حول نتائج جهودهم وهذا كان أحد الموضوعات التي تم بحثها اليوم (امس)".

وتتهم الولايات المتحدة سورية بالاستمرار في التدخل بشؤون لبنان بعدما سحبت قواتها منه وحذرت دمشق من أنها قد تواجه عزلة إذا لم تتعاون مع بغداد بشأن الأمن. كما أنها تتهم سورية بدعم النشطاء الفلسطينيين.