عندما تم تشكيل لجنة تحقيق دولية للكشف عن أسرار وغوامض جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري وجرى اختيار القاضي الألماني ديتليف ميليس انبرت وسائل الإعلام العالمية والعربية واللبنانية خاصة لتصوير ميليس على انه من اكفأ وأنزه قضاة العالم.

وان الباطل لا يأتيه لا من أمامه ولا من خلفه‚ وانه الوحيد القادر على كشف أبعاد الجريمة وملابساتها في زمن قياسي‚ونجح هذا الإعلام في تعبئة الرأي العالم العربي‚ وفق هذه البوصلة وأصبحت الحياة في لبنان وسوريا متوقفة على كلمة او جملة قد ترد في تقرير ميليس‚ لا بل ان هناك من ربط مصيره ومستقبله بتقرير ميليس‚ على أساس ان هذا الأخير يمثل العدالة الدولية‚ وهو بالتالي من يتوصل الى الحقيقة!

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد‚ بل انهم سعوا وحاولوا ان يصوروا ميليس على انه صانع ومقرر مصير الشعوب والدول وحتى ان أحدا في هذا العالم‚ لا يمتلك أي تأثير عليه ‚ خاصة ان للرجل تجارب‚ ترفعه الى هذه الدرجة المثالية من «الحيادية» و«الكفاءة» والنزاهة!ومن الضروري ان الاعتراف بأن الحملات الإعلامية التي رافقت وواكبت عمل لجنة التحقيق الدولية في المراحل السابقة‚ قد حققت الكثير من أهدافها لدرجة انه تمت السيطرة بالفعل على حركة وتوجهات الرأي العام في كل من لبنان وسوريا!ولكن وفجأة حدث ما يشبه الانقلاب او الزلزال‚ الذي أظهر ان القاضي الألماني ديتليف ميليس هو رجل سيىء للغاية وليس بالكفاءة التي صور بها‚ لا بل انه مرتش ومحب للنساء والخمور‚ وقابل للتأثير وللتغيير‚ بدليل ما أكده رئيس تحرير جريدة «الديار» اللبنانية‚ شارل أيوب من ان لديه وثائق وصورا تظهر ميليس وهو يشرب النبيذ على أحد اليخوت اللبنانية وبسعر 1200 دولار للزجاجة الواحدة‚ في حين ان راتبه لا يتعدى الـ 3000 دولار‚ وكيف ان ميليس وقع ضحية «شاهد زور» تم تقديمه من قبل جهاز «الموساد» الاسرائيلي وذلك بالتعاون والتنسيق مع بعض الجهات اللبنانية!

وتبين ايضا ان ميليس هو اقل من عادي‚ وهناك في لبنان والعالم العربي قضاة أكثر كفاءة ونزاهة منه‚ وثمة حاجة قوية الآن الى التحقيق معه ومحاسبة على الأخطاء التي وقع فيها ومعرفة ما إذا كان الأمر هو عن سوء نية او مجرد اهمال وتقصير‚ لانه من غير المعقول ان يمر مسلسل الفضائح هذا بهذه البساطة‚ وان يبتعد التحقيق عن مساره الصحيح‚ وان يتحول الى نوع من البازار السياسي والإعلامي الذي يدار من قبل أعداء لبنان.

مصادر
الوطن (قطر)