مع اعلان تأجيل اللقاء بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة الاسرائيلية أرييل شارون الى نهاية هذا الشهر أبدى بعض المعلقين الاسرائيليين تخوفهم من احتمال تأجيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية المفترض ان تجري في كانون الثاني المقبل.

وكتب داني روبنشتاين امس مقالا عن الموضوع جاء فيه: "يوما بعد يوم تزداد المؤشرات الى ان الانتخابات الفلسطينية لن تجري في موعدها. لقد حددت الانتخابات في نهاية كانون الثاني، اي بعد ثلاثة اشهر ونصف، لكن الفوضى في أجهزة السلطة الفلسطينية كبيرة، وفي حال تأجلت الانتخابات مرة أخرى بعدما سبق ان تأجلت في تموز الماضي، فان المجلس الحالي سيواصل مهماته، وهو الذي انتخب قبل عشر سنوات ولا يمثل التغييرات السياسية الكبيرة التي حدثت منذ ذلك الحين. معنى ذلك المزيد من التدهور في أداء السلطة وحظوظ أقل لمعاودة العملية السياسية، ويبدو البديل، أي اجراء الانتخابات في موعدها أسوأ، نظرا الى الاحتمالات الكبيرة لفوز "حماس".

لقد تحولت المناقشة الفلسطينية في الايام الاخيرة الى العنف. لسنا هنا في صدد حرب أهلية ولكن الطرفين، السلطة (وفي الاساس "فتح" الحزب الحاكم) وحركة "حماس" رفعتا درجة النزاع في ما بينهما، سواء اللفظي او العملي. ورغم اعلان وقف العنف يمكننا ان نفترض ان الحوادث ستستمر. لقد وصلت هذه الحوادث الى ذروتها في غزة الاسبوع الماضي عندما خطف رجال "حماس" سمير عجوز، نائب قائد المخابرات العامة وأطلقوا النار على قدميه ورموه في الشارع... أتت أعمال الخطف هذه استمرارا لتبادل اطلاق النار الذي وقع الاسبوع الماضي بين "حماس" والشرطة الفلسطينية في مخيم الشاطئ في غزة. لجنة المتابعة للمنظمات الفلسطينية التي حققت في تبادل اطلاق النار في غزة اتهمت "حماس" ، وردا على ذلك قال الناطق باسم الحركة انها لا تقبل بنتائج التحقيق وهدد بالاستقالة من لجنة المتابعة.

يبدو ان السلطة الفلسطينية تنوي تصعيد صراعها مع "حماس". فالمسؤولون الكبار في السلطة في غزة يرغبون بفرض سلطة القانون والنظام هناك والعالم كله يطالبهم بذلك. هذا الى جانب القلق الكبير داخل فتح من فوز حماس في الانتخابات البرلمانية. وهناك دلائل كثيرة تشير الى ذلك، مثل نتائج انتخابات المجالس المحلية في الضفة.

تضغط كل من اسرائيل والولايات المتحدة على محمود عباس لمنع "حماس" من المشاركة في الانتخابات. وحتى مصر تتخوف من فوزها، وأسهل طريقة للحؤول دون هذا الفوز تأجيل الانتخابات. لا يتحدث عباس ورجاله علنا عن الموضوع لأنه ليس من المناسب منع هذه الخطوة الديموقراطية المهمة. "حماس" مدركة لذلك، تبدو رسالتها واضحة للسلطة: اذا حاولتم اجراء الانتخابات من دوننا فلن نسمح لكم بذلك... ففي نهاية الامر مشكلة "حماس" هي مشكلة اسرائيل وليست مشكلة عباس وحده".

مصادر
النهار (لبنان)