تعيين اللواء قرياقوس سفيرا لسورية في بغداد
أفادت أوساط متابعة للعلاقات السورية الأميركية في دمشق، أنه على الرغم من الحوار السوري الأميركي الجاري عبر شخصيات أميركية غير رسمية، فإن تطور هذه العلاقات سلبا أو إيجابا، مرهون بنتائج التحقيق الذي «تسعى أميركا لتسييسه» في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وبمضمون التقرير الذي سيقدمه رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس في الحادي والعشرين من الشهر الحالي.
وقالت هذه الأوساط لـ «الشرق الأوسط»، أمس، إن مجموعة من الشخصيات الأميركية من أعضاء الكونغرس وغيرهم، بحثت في دمشق أخيرا قضايا ذات علاقة بوجهات النظر السورية والأميركية تجاه بعض المسائل العالقة بين الجانبين، ونقلت وجهة النظر السورية إلى الإدارة الأميركية، في وقت برزت فيه وبشكل مواز، حركة مصرية ـ سعودية تؤيد الموقف السوري. كما ذكرت تلك الأوساط أن لدى واشنطن أولويات تطالب دمشق بتنفيذها منذ مجيء وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول إلى سورية حتى الآن، وفي مقدمة هذه الأولويات ما يتصل بالمسألة العراقية، حيث تبدي دمشق حرصا على قطع الطريق على أية ذريعة بأن تصاعد أعمال العنف في العراق سببه التسلل عبر الحدود السورية، في وقت ترى فيه دمشق أن السبب الحقيقي في تطورات الوضع على الساحة العراقية هو الحالة القائمة الآن في العراق وليس التسلل عبر الحدود السورية.

وتعتقد هذه الأوساط أن سورية تبدي تجاوبا مع الجهود الرامية لإحلال الأمن في العراق، خاصة وأنها فعَّلت الخط الجوي بين دمشق وبغداد وتستعد لإرسال اللواء المتقاعد قرياقوس قرياقوس (آشوري سوري) إلى بغداد سفيرا لها هناك، خلافا لما ذكر من أن السفير سيكون محمد سعيد البني.

ورأت الأوساط من جانب آخر، أن اتساع تلك الحركة المصرية السعودية مرهون أيضا بنتائج تقرير ميليس في وقت تواصل فيه سورية تأكيد عدم علاقتها بمسألة الحريري. وتعتقد هذه الاوساط ان ما يتسرب من معلومات عن مضمون تقرير ميليس لا يدل على وجود أية أدلة قاطعة، وأن المحقق الدولي لا يملك شيئا ضد أحد، بمن فيهم الضباط اللبنانيون الموقوفون الأربعة. وفي ضوء سقوط شهادة المجند السوري الفار محمد زهير الصديق، الأمر الذي خلق مشكلة لبعض الأطراف اللبنانية التي تسرعت في توجيه اتهاماتها وإطلاقها يمنة ويسرة، معتبرة أن القضية منتهية بشكل سياسي، فخلقت أجواء لا تتناسب مع الأمور المادية المحسوسة التي توصل إليها ديتليف ميليس.

وفيما أكدت هذه الأوساط نبأ رفض رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري الرد على ثلاث مكالمات هاتفية من نظيره اللبناني فؤاد السنيورة أمس، قال مصدر سوري مطلع لـ «الشرق الأوسط»، إن مواقف السنيورة وتصريحاته في أميركا «خيبت ظن» دمشق به، و«أثارت استياءها منه»، وأن تلك المواقف التي أراد السنيورة أن يرضي بها الإدارة الأميركية، وأن يبيع بها ويشتري كانت وراء عدم رد العطري على اتصالاته الهاتفية والذي جاء إشعاراً بأن دمشق لا يمكن أن ترضى بالأساليب التي مارسها السنيورة بما لا يجوز ولا يضمن مصلحة لبنان والمنطقة.

ورأى المصدر أن الهدف من مطالبة السنيورة بتمديد مهمة ميليس يندرج في إطار احتمال أن يأتي ميليس بجديد يخرج المراهنين على تسييس التحقيق من المشكلة التي واجهوها بعد اعترافات الصديق وسقوطه كشاهد اعتمد عليه ميليس في تحقيقه.

وذكَّر المصدر بما أبداه السنيورة لدى زيارته لدمشق في الحادي والثلاثين من أغسطس (آب) الماضي من التزام بعروبته وإيمانه بالعلاقات المميزة بين سورية ولبنان، وبأن لبنان سيبقى مع سورية وبأنه لن يشكل أي تهديد لأمنها ويحترم الاتفاقيات المبرمة معها، وأن سورية ولبنان بلدان شقيقان لهما تاريخ مشترك وحاضر ومستقبل. ‏

مصادر
الشرق الأوسط (المملكة المتحدة)