ميليس يعود إلى بيروت برفقة محققين جدد

مع تأكيد إسرائيل تحفظها من تغيير النظام في سوريا ومساندتها لتغيير سلوك دمشق، أعلن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد وولش أمس في بيروت أن بلاده تدعم الحكومة اللبنانية التي تتعرض لما يشبه حملة مقاطعة من قبل سوريا.
فيما عاد المدعي العام الألماني ديتليف ميليس، رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، إلى بيروت فجر أمس برفقة أربعة محققين جدد للإعداد لتقريره النهائي.وقال وولش في ختام لقاء مع وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ «أود أن أعرب عن دعم الإدارة الأميركية القوي لبلادكم وللدور القيادي لحكومتكم الجديدة».
وأضاف «أتيت إلى لبنان للبحث في آخر المستجدات في المنطقة لاسيما النزاع العربي ـ الإسرائيلي وفي متابعة الاجتماع التحضيري الذي عقد في نيويورك (في سبتمبر) برعاية أميركية لمساعدة لبنان».وجاءت زيارة وولش في وقت يتعرض فيه رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة لحملة انتقادات عنيفة ومقاطعة من قبل سوريا حيث رفض نظيره السوري ناجي العطري ثلاث مرات الرد على اتصالاته الهاتفية كما أفادت صحيفة «تشرين» الحكومية السورية.
والتقى وولش الذي استمرت زيارته إلى لبنان 24 ساعة بالسنيورة للبحث خصوصا في التحضيرات للمؤتمر الدولي لمساعدة لبنان المتوقع نهاية السنة الحالية. كما التقى بوزير العدل شارل رزق المكلف التنسيق مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.ولم يدرج المسؤول الأميركي في برنامجه أي لقاء مع الرئيس اللبناني إميل لحود.
في غضون ذلك، وصل إلى بيروت فجر أمس القاضي الألماني ديتليف ميليس بشكل غير معلن قادما من فيينا بعدما عكف هناك مع عدد من طاقم فريقه على إعداد التقرير الخاص بالجريمة. وذكرت تقارير أن ميليس اصطحب معه أربعة محققين جدداً انضموا إلى عشرة محققين يعملون على انجاز التحقيقات لاستكمال التقرير وإضافة ما توافر من معلومات جديدة حوله.
في واشنطن، رفض الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية آدم ايرلي الرد على تقارير أشارت إلى أن الإدارة الأميركية كانت تنظر في شن ضربات جوية ضد مواقع المتمردين العراقيين المزعومة داخل الأراضي السورية وأن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس رفضت هذا الاقتراح.
وقال ايرلي إن موقف واشنطن من سوريا واضح ولم يتغير. وأضاف إن ما تريده الإدارة الأميركية من دمشق هو الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1559 والتوقف عن دعم التمرد في العراق وعن دعم من وصفهم بالإرهابيين الفلسطينيين. وأوضح أن العزلة الدبلوماسية عن العالم والثمن السياسي الذي ستدفعه ستكون وسيلة فعالة.
كما أن هناك عددا من الأحداث ستنبئ عن الخطوات التي سيتعين اتخاذها بعد ذلك من أهمها تقرير ميليس والذي من المقرر أن يعلن نهاية الشهر. وأشار الناطق الأميركي إلى أن سوريا كان أمامها خيار يرى العالم انه في مصلحتها إلا أنها لم تختره، مضيفا أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها الدوليين لوضع سوريا في الاتجاه الصحيح والنظر في الخيارات والسبل المطلوبة لهذا.
وقال: «إن سوريا لا تفعل في الواقع ما تريده منها الولايات المتحدة لكن السياسة التي تتبناها واشنطن تجاهها تأتي بنتائج كان من بينها خروجها من لبنان كما لم تعد تلقى القبول الدولي المعتاد وأضحت أكثر عزلة عما كانت». واعترف ايرلي بأن هناك ضغوطا على سوريا لاتخاذ بعض القرارات و«أن فرصة تصرفها بشكل صحيح يدعمها التنسيق الدولي الذي نراه حاليا». وقال «إن قدرة سوريا على إثارة المشكلات قد تقلصت كثيرا عن ذي قبل».
إلى ذلك، قال السفير الإسرائيلي في واشنطن دانيال أيالون خلال محاضرة له الثلاثاء في واشنطن أن إسرائيل ليست في وارد تغيير النظام السوري، متهماً دمشق بأنها تأوي عشرة أو إحدى عشرة مجموعة وصفها بالإرهابية.وبينما استبعد أيالون بشكل غير مباشر استخدام القوة للإطاحة بالنظام السوري، قال «نود أن نرى تغييراً في السلوك السوري».

مصادر
البيان (الإمارات العربية المتحدة)