شيّد وزير الداخلية السوري المنتحر أو المقتول اللواء غازي كنعان مقبرته قرب منزله وزرع فيها بعض الأشجار ونقل جزءا من أغراضه إليها، لا سيما سيفه من الكلية العسكرية وأوصى بأن يدفن في المكان الذي أعده.

هذه المعلومة أوردها رئيس تحرير صحيفة "الديار" اللبنانية شارل أيوب الذي ورد اسمه في تحقيقات لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري لمحاولته الجمع بينه وبين صديقه في الاستخبارات السورية الضابط رستم غزالة على ما أوضح مراراً .

وقال أيوب في مداخلة في قناة "الحرة" الأميركية إن الوزير اللواء كنعان كان يجلس على كرسيه يوميا بعد الساعة الرابعة، بين الأشجار التي زرعها في مقبرته وأنه اوصى بنقل رفات والده ووالدته الى المكان نفسه الذي أعده ليدفن فيه.

وخلال الحلقة نفسها قال النائب اللبناني العماد ميشال عون إنه لم يتوقع أن يقدم كنعان على الانتحار، وان هذا اليوم يذكره بمحاولة اغتياله عام 1990 التي قتل فيها احد مرافقي عون متهما الحزب الشيوعي اللبناني برئاسة أمينه العام الراحل جورج حاوي بالتخطيط ، علماً أن حاوي الذي أجرى قبل أعوام مراجعة كاملة لكل ما جرى في حرب لبنان لم ينف ذلك.

ودعا عون الى التأكد من ظروف وفاة كنعان ومن طبيعتها "حتى لا تكون هناك التباسات في التأويل والاستنتاج" . وقال: "يجب التأكد أن صوت اللواء كنعان هو فعلا صوت الرجل الذي اتصل بإذاعة صوت لبنان قبل اعلان الوفاة ببضع ساعات".

وشدد على ضرورة أن تكشف لجنة التحقيق الدولية على جثة كنعان لأنه "كان موضوع تحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري". وقال إن غياب كنعان سيمنع اكتشاف قتلة الحريري وغيرها من الجرائم التي ارتكبت طوال فترة حكمه للبنان والممتدة على أكثر من عقدين. وقال عون: " إذا كانت لغازي كنعان علاقة بالجريمة فبوفاته يقطع الخط المؤدي الى هذه الجريمة وإن لم تكن له علاقة فالوفاة تشكل ايضا اقفالا لمسلك من مسالك التفتيش عن الحقيقة". واعتبر أن "الخلافات بين الطبقة السياسية اللبنانية الفاسدة وسورية كان لها كبير الأثر على النظام السوري وربما يكون هذا الامر هو ما ادى الى غياب اللواء كنعان بسبب تحميله مسؤولية الخطأ الذي حصل في لبنان".

مصادر
إيلاف (المملكة المتحدة)