في أول رد فعل رسمي أمريكي حول حادثة "انتحار" وزير الداخلية غازي كنعان قال آدم إيرلي نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة لا تعرف "تفاصيل ما حدث للسيد كنعان" مضيفا أنه "بغياب أي براهين أخرى لا بد القول أن هذا ما حصل" لأنه ""لن نحصل على عرض واضح وشفاف للأمور فهذا أمر لا يحصل دائما في سوريا ".

وقال إيرلي إن "ما هو واضح أن السيد كنعان لعب دورا رئيسا في الهيمنة السورية على لبنان على مدى سنوات، وأن أعماله وأعمال العديد من المسؤولين السوريين خضعت لتدقيق ووضعت تحت المجهر مؤخرا" وأضاف "سنرى ما الذي سيظهر من تقرير ميليس حول هذا الموضوع" وأضاف في رده على سؤال لـ"برنامج كلام الناس على قناة إل بي سي اللبنانية" (لماذا ينتحر كنعان) أنه "لابد أن هناك أسئلة كثيرة تطرح لمعرفة كيف حصل ذلك، وحكومة الولايات المتحدة ليست المكان حيث يطرح هكذا سؤال، ومكانه هو في الحكومة السورية وشركاء السيد كنعان الذين يعرفونه ويعرفون الظروف أفضل مما نعرفها نحن".

واعتبر إيرلي الكلام عن أن كنعان "أحد ضحايا صفقة بين سوريا وأميركا" "جنون ومناف للعقل وأي شخص يقول كلام كهذا لا يعرف الكثير عن الولايات المتحدة وربما عن سوريا " وأضاف عما إذا كان هناك علاقة بين تقرير ميليس وانتحار كنعان قائلا" لا نعرف محتوى التقرير وبالتالي من المستحيل معرفة وجود علاقة بين ما قد يكتبه ميليس وما فعله كنعان اليوم".

وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكي "نحن لا نعقد صفقات ولسنا في صدد ذلك ولا نتخذ خيارات، أما الخيار أمام سوريا فهو واضح تماما وصارم جدا، التعاون مع ميليس أو عدم التعاون معه، الخروج من لبنان أو عدم الخروج، وضع حد لدعم الإرهاب أو عدم وضع حد لذلك، ليس من حلول وسطى ليس من منطقة رمادية" وأضاف" لن نسمح لعناصر سورية بأن تتواجد في لبنان ولن نترك لسوريا التعامل مع مجموعات إرهابية ولا مع مجموعات أخرى، المسألة ليست عقد صفقة بين الولايات المتحدة وسوريا، المسألة هي أن على سوريا أن تأخذ خيارات أساسية لم تتخذها بعد، وحتى تقوم بذلك ليس هناك صفقة، الصفقة هي أن الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة وجيران سوريا سيستمرون في ممارسة الضغط وسيستمرون في عزل سوريا أكثر فأكثر وسيستمرون في جعل سوريا تدفع ثمن سياسيتها التي كانت مسؤولة عن عدم الاستقرار في لبنان ووفاة أبرياء من رجال ونساء وأطفال في العراق وعن الفلسطينيين أو أشخاص ممن يمنعون الفلسطينيين من قيام دولتهم المستقلة" كما أنها تقيم علاقات مع دول خارج الأسرة الدولية هي إيران.

وفيما أعلن إيرلي أن "الولايات المتحدة تريد علاقات جيدة مع سوريا" لأنها "دولة مهمة" "و لها تاريخ غني وعريق" ولا شك أن لها دور أساسي ومهم تلعبه في المنطقة ولديها القدرات للمساهمة بشكل إيجابي في تنمية شعبها وفي تنمية جيرانها"، أكد أن العلاقات الجيدة أمر ممكن ولكن هذه الإمكانيات والاحتمالات تقوضها قرارات النظام السوري وهي قرارات تتناقض مع الاتجاهات وأمنيات الدول المحيطة بسوريا " وقال" حان الوقت لأن ينظر النظام السوري لنفسه في المرآة، نحن إلى أين نأخذ هذا البلد؟ وكيف نستطيع أن نحول المسار؟ وخلص إلى أنه "النظام في سوريا يجب أن يتخذ قرارات يدفع سوريا باتجاه مختلف وهذا ما تريده الديبلوماسية الأمريكية ".

مصادر
LBC