الولايات المتحدة تتهم «ثقافة الأمم المتحدة» بالفساد وتطالب إصلاح إداراتها
قال سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة جون بولتون أمس ان بلاده مصرة على معرفة الحقيقة حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، محذراً: «ان كان ذلك يأخذنا الى سورية.. فليكن». وعلق السفير اثناء القائه خطاباً في «المعهد الملكي للعلاقات الدولية» (تشاثام هاوس) ان اصلاح المنظمة الدولية «من مصلحة الولايات المتحدة والأمم المتحدة». وصرح بأن الفساد في برنامج «النفط مقابل الغذاء لم يأت من لا شيء، فمع الأسف تسببت ثقافة الأمم المتحدة بهذا الفساد»، ووصف حالات الفساد المنتشرة في البرنامج بأنها «تظهر كل ما يمكنه ان يفشل في الأمم المتحدة والحاجة الى اصلاح ادارتها». وصرح بولتون في لندن أمس بأنه ينتظر تقرير المحقق الدولي ديتليف ميليس، معرباً عن ارتياح بلاده لطريقة اجراء التحقيق في اغتيال الحريري «الذي اعتمد أعلى مستويات الدقة»، وأضاف ان «الكثيرين يتوقعون تورط اشخاص خارج سورية في عملية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، واذا حصل ذلك، يجب التعامل مع هؤلاء الأشخاص»، وأكد: «نحن مصرون على معرفة الحقيقة حول اغتيال الحريري، وان كان ذلك يأخذنا الى سورية، فليكن ذلك». واعترف بولتون اثناء لقائه خطاب «الطريق الطويل أمام اصلاح الأمم المتحدة» ان بعض المواضيع التي طرحت في قمة الامم المتحدة الشهر الماضي «ليست من اولويات الولايات المتحدة»، في اشارة الى الانقسام الواضح بين بلاده والدول النامية حول دور الأمم المتحدة في دفع عملية التنمية في «العالم الثالث»، وقال ان «التوقعات غير الواقعية للقمة» ادت الى الشعور بالاحباط لدى البعض، موضحاً ان «الاعضاء من دول العالم الثالث رأوا محور القمة بأنه تحقيق أهداف التنمية الالفية، بينما للولايات المتحدة وأوروبا كانت الأولوية هي إصلاح إدارة المنظمة الدولية والتعامل مع الإرهاب، بالإضافة الى انشاء مجلس حقوق الانسان». وعن النقطة الأخيرة، قال بولتون ان بلاده «شعرت بالاحباط لعدم انشاء المجلس فوراً، لكننا نأمل باطلاقه قبل نهاية العام الجاري». وشدد سفير الولايات المتحدة على أهمية اصلاح ادارة الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها، لافتاً الى ان بلاده تحدثت مع بعض المسؤولين الدوليين حول «وكالة الغوث الدولية لاغاثة اللاجئين الفلسطينيين» (اونروا)، وأوضح: «عندما يتحقق حل الدولتين لن يكون هناك سبب لوجود اونروا، وهذا القرار ليس سياسياً وانما اداري». ورد بولتون على «اتهامات دول العالم الثالث لنا بأننا غير جديين على شؤون التنمية»، قائلاً ان الولايات المتحدة ترى أنه «يجب ترك هذه الشؤون للمؤسسات المختصة»، وأضاف: «على الدول النامية مواصلة السياسات السليمة لتحقيق اهدافها». وبالنسبة الى توسيع عضوية مجلس الأمن، قال بولتون ان اليابان البلد الوحيد الذي ترى الولايات المتحدة انه يستحق الانضمام الى مجلس الأمن كعضو دائم، وأضاف ان الولايات المتحدة «تقف لتفكر عندما يطرح توسيع المجلس الى 25 عضواً، لأن ذلك قد يعني جعل المجلس أقل فعالية»، مقترحاً السماح لـ«عضو أو عضوين اضافيين»، وتابع ان ذلك «ليس من مصلحتنا ولا من مصلحة المجلس نفسه»، ورأى انه من المحتمل فشل محاولات توسيع المجلس، ولكنه اردف قائلاً: «سنبقى داعمين لجهود اليابان للانضمام الى المجلس». ودعم بولتون التعامل مع ايران من خلال الأمم المتحدة ووكالة الطاقة الذرية الدولية التابعة لها، وقال ان «الخلافات مع حلفائنا الاوروبيين حلت خلال العام الماضي وننتظر اتخاذ قرار حول الاجراء المقبل المناسب»، وأضاف: «من الخطر اذا فشل مجلس الأمن بالتعامل مع نشاط ايران النووي وانتشار اسلحة الدمار الشامل والارهاب اللذين يهددان الأمن الدولية». وأشاد بولتون بعمل الأمم المتحدة في العراق «ودعم العملية السياسية هناك ولكننا نرجو، كما ترجو الحكومة العراقية، ان تلعب دوراً اكبر»، وحذر من ان «الفشل في العراق يعني فشلنا كلنا».

مصادر
الشرق الأوسط (المملكة المتحدة)