نشرت صحيفة "هآرتس" امس اعداد القتلى الفلسطينيين لهذا العام وفقا لاحصاءات قامت بها السلطة الفلسطينية وفيها ان عدد الذين سقطوا بالنيران الاسرائيلية 218 قتيلا في حين بلغ عدد القتلى بحوادث العنف الداخلية بين الفلسطينيين انفسهم 219 قتيلا. وعلقت الصحيفة على ذلك بالقول: "يعود هذا الوضع المختلف عن السنين الماضية الى الفوضى المتزايدة في مناطق السلطة، بالاضافة الى الهدوء النسبي في المواجهة مع اسرائيل".

وعرض امير اورن في الصحيفة ذاتها، عشية عيد الغفران اليهودي، الاخطار التي يتخوف منها الاسرائيليون في الوقت الراهن وتتمثل بالصواريخ الايرانية والارهاب الاسلامي. وكتب: "عشية يوم الغفران، المفاجأة التي تتحوط منها اسرائيل ليس الهجوم الجوي او المدرع المصري او السوري، وانما الصواريخ الايرانية والارهاب الاسلامي. فالقاسم المشترك بين السياسة الاسرائيلية والاميركية هو رفض حرب الاستنزاف التي يحاول الاعداء ان يفرضوها علينا. السياسة الاميركية منذ 11 ايلول 2001 هي رد على مساعي الاستنزاف التي تقوم بها تنظيمات وانظمة مارقة، وفي حال حدوث استنزاف فليكن عبر الحرب البعيدة عن اميركا في العراق وافغانستان وحتى في سوريا وايران، وليس في نيويورك ولوس انجلس.

يمكننا ايضا وصف السياسة الاسرائيلية في مرحلة ما بعد الانسحاب من غزة بأنها سياسة رفض للاستنزاف. القصف على غزة والاغتيالات المركزة هناك الى جانب التوقيفات الواسعة لانصار "حماس" و"الجهاد الاسلامي" في الضفة، كل ذلك جسد تفضيل التهديد بالتصعيد وحتى تطبيقه على سفك الدماء المتواصل. رئاسة الاركان في الجيش وقيادة المنطقة الجنوبية تريان ان الفرق الجوهري بين القيادة السابقة للجيش ايام موشيه يعالون والقيادة الحالية بقيادة دان حالوتس هو الوقت الذي يعطيه حالوتس لسلاح الجو وللقوات البرية لاستنفاد عملياتها بدلا من وقفها قبل تنفيذها.

وما دامت "حماس" و"الجهاد الاسلامي" تتمتعان بحماية ايرانية وسورية لن تنجح اسرائيل في حسم المعركة داخل حدودها ضدهما. ولهذا ايضا يحتاج الرئيس جورج بوش الى اخضاع نظامي دمشق وطهران وجعلهما امام خيار واضح: اما تغيير سياستهما في مجال السلاح الذري ودعم الارهاب، واما التعرض لضربة عسكرية اميركية. ليس في امكان قنبلة ذرية ايرانية واحدة ولا عشر قنابل ان تساوي آلاف الرؤوس الحربية في منظومة السلاح الاميركي، لكن الردع الذي قد تمنحه قد يدفع بالمنظمات الارهابية التي تستقوي بايران الى القيام بهجمات كبيرة واكثر فتكا من العادة.

الى اين وصلت ايران في انتاجها للسلاح الذري؟ الجواب المريح نسبيا انها في حاجة الى سنتين ونصف السنة كي تصبح دولة عظمى نووية. والجواب المقلق اكثر هو التكنولوجيا النووية المحلية التي يسعى اليها الايرانيون والتي ما ان يحصلوا عليها يمكنهم ان يتقدموا نحو هدفهم النهائي من دون الارتباط بعناصر خارجية".

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)