هل أنا سبية !!! لا احتاج لتكرار السؤال لأن الأجهزة المرئية هي من تؤكد هويتي، أو تتحفني بأحدث دراما لتضعني على حدود الموت، أو على سيف التراث ... فأنا السبية التي يتمسك سيدها بتحريرها ثم سجنها داخل أحدث فنون العصر، مستخدما تقنيات الفن السابع أو حتى ثورة الاتصال حتى يقنعني كيف أنني غدوت جارية لأن "المجتمع" لا يعرف مقاصد الشريعة ... أو لآن أربعة عشر قرنا لم تكن قادرة على تنفيذ مقاصد التشريع!!

ثم أنا السبية لأن أي أنثى قادرة على تشريحي بثلاثين حلقة تلفزيونية لأظهر بعدها صراعا للتحديث داخل التراث ... فما الذي يذكرني بأن الأنثى حلمت يوما بأن الشمس ستشرق من جديد على "الشرق القديم" ليصبح أرضا جديدة؟! ما الذي يدفعني لفورة الحياة عندما ينشط المترجمون في اقتناص آراء بعض علماء الاجتماع بأهمية العودة إلى المنزل بدلا من أن اقتحم عالم "الذكور" ... فهل انتهت رحلة الحرية في أورويا عند نظريات تظهر وأخرى تغيب؟!! أم هل أقف دوما على مساحة ما هو مسوح تداوله من أراء "الفرنجة".

ربما علي التعود على طفرات الذكور والإناث في رؤيتي ورسمي كجسد قابل للانسحاق عند أول ظلام يهاجمنا، أو يأتي إلينا في غير وقته المعتاد، فأتذكر حكاية إبليس وانغماسه في تفاصيل معيشتي متجاوزا الزمان والمكان، ليصعد عبر الدراسات والدراما والسيناريو الذي يصورني دون حدود الحرية وفوق مفهوم السبية ... لقد أضعت هويتي ...

قبل قرون كنت أجول في بهو سلاطين بني عثمان ... واليوم أجول في أروقة التفكير الذي لا يراني إلا في حدود قمع "الشهوة" ... فعلي العمل والتحصن ... وعلي الاختلاط والعفاف ... وعلي مقارعة الزمن الذي غير هوية "السبايا" و "الجواري" وأنتج قضايا "الحياء" و "التحرش الجنسي" ....

في الزمن الذي نترقب فيه الخطر ثم نراهن على "التحليل" و "التقرير" ... أتجرد من أنوثتي لأنها أصبحت في حدود اللامعقول ... وفي الرهان على موت المستقبل في داخلي ... لكن الخطر لن يعرف ذكورا من إناث ... وانا أراهن على سباق الزمن!!!!