سارعت جماعة الاخوان المسلمين في سورية اليوم الى اعلان انضمامها الى الموقعين على اعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي "السلمي والمتدرج والمبني على التوافق" لاخراج البلاد " من صيغة الدولة الامنية الى صيغة الدولة السياسية" ، ورات مصادر دبلوماسية غربية في حديث مع ايلاف انه لم يكن اعلان الجماعة مفاجئا خاصة ان المحامي حسن عبد العظيم الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي ، المؤلف من خمسة احزاب محظورة ، قال اليوم ان القوى الوطنية وفعاليات المجتمع الوطني عملت على توحيد خطابها السياسي وتوحيد صفوفها وتقاطعت مع قوى المعارضة في الداخل والخارج على مشروع التغيير الوطني وانهاء النظام الاستبدادي وتوصلت الحوارات الى اعلان دمشق الذي يحوي توافقات وطنية وملامح اولية لمشروع التغيير الوطني الديمقراطي .
ولفتت المصادر الى ان هذه المرة الاولى التي يتطرق فيها بيان للمعارضة السورية في الداخل الى الدين الاسلامي حيث قال " الإسلام الذي هو دين الأكثرية وعقيدتها بمقاصده السامية وقيمه العليا وشريعته السمحاء يعتبر المكون الثقافي الأبرز في حياة الأمة والشعب . تشكلت حضارتنا العربية في إطار أفكاره وقيمه وأخلاقه ، وبالتفاعل مع الثقافات التاريخية الوطنية الأخرى في مجتمعنا، ومن خلال الاعتدال والتسامح والتفاعل المشترك ، بعيداً عن التعصب والعنف والإقصاء . مع الحرص الشديد على احترام عقائد الآخرين وثقافتهم وخصوصيتهم أياً كانت انتماءاتهم الدينية والمذهبية والفكرية، والانفتاح على الثقافات الجديدة والمعاصرة" واعتبرت المصادر ان هذا الامر يؤكد على اتصالات حثيثة بين المعارضة السورية في الداخل والاخوان في لندن رغم ان السلطات تعتبر الاخوان المسلمين خطا احمر وقدمت تحذيرا للناشطين عندما اعتقلت علي العبد الله لمجرد قراءته رؤية الاخوان في التغيير اثناء منتدى جمال الاتاسي للحوار الديمقراطي منذ مايزيد عن خمسة شهور .
واشارت المصادر الى الانباء التي تتحدث عن اجتماعات للاخوان مع جهات حكومية غير سورية ومع اطياف المعارضة السورية في الخارج.
واعلنت اليوم جماعة الاخوان المسلمين في بيانها الموقع باسم صدر الدين البيانوني مراقبها العام تأييدَها الكاملَ لـ (إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي)، وانضمامَها إلى الموقّعين عليه، واعتبرُته خطوةً متقدّمةً على طريق بناء الإجماع الوطنيّ العام، تمهيداً لانعقاد المؤتمر الوطني الشامل، ومدخلاً للتغيير الديمقراطيّ السلميّ في بلدنا الحبيب، ودعت كافّة القوى والشخصيات السياسية، والمنظمات والهيئات الوطنية، داخلَ الوطن وخارجَه، إلى الموقف الموحّد، والانضمام إلى هذا الإعلان التاريخيّ، لإعادة بناء اللحمة الوطنية بكل أبعادها.
واكد البيان الذي ، تلقت ايلاف نسخة منه ، "إن ما يجري على ساحتنا الوطنية الداخلية، منذ أكثرَ من أربعة عقود، من انتهاكٍ لحقوق المواطنين، ومصادرةٍ للحريات الخاصة والعامة، وانتشارٍ للظلم والفساد، وما يحيطُ بقطرنا من تحدّياتٍ وأخطارٍ وتهديدات؛ يضعُ أبناءَ شعبنا جميعاً أمامَ مسئوليتهم التاريخية، ويجعلُ التغييرَ الوطنيّ الديمقراطيّ ضرورةً حتمية، ويحمّل جميع القوى الوطنية في مجتمعنا، مسئولية المبادرة للانخراط في المشروع الوطنيّ العام للتغيير السلمي الديمقراطي المنشود، فسوريةُ اليومَ في قوس الأزمة، ومجتمعُها مزّقتْه سياساتُ الاستبداد والإفساد، بعد أن كان مثلاً رائعاً لشعوب المنطقة في التلاحم والوحدة والحيوية المبدعة والإنجاز".
وراى البيان ان الاستبدادُ حطم بُنَى المجتمع، وأفسد المستبدّون كلّ مالم يقدروا على تحطيمه من مؤسسات المجتمع المدني، فعزلوا الشعب عن أيّ مشاركةٍ حقيقيةٍ في الحياة العامة، وألغَوا كلّ مرجعيات الرقابة وأدواتها، ليخلوَ الجوّ للفاسدين والمفسدين. ولقد أعرضت السلطةُ الحاكمةُ عن كلّ دعوات الإصلاح، وأصمّت آذانها عن كلّ النداءاتِ المخلصة التي انطلقت تدعو للتسامي فوقَ المصالح الذاتية والفئوية، وتقديم مصلحة الوطن العليا، في مرحلةٍ من أصعب المراحل التي يمرّ بها قطرُنا، وكأنّ خسارةَ الوطن وكرامة أبنائه لا تعني لهم شيئا، وها هم أولاء لا يزالون مستعدّين للمقامرة على حساب الوطن ومستقبله، ووحدة أرضه وإنسانه، مُقابلَ بقائهم متفرّدين في مواقعهم، يسومون شعبَنا سوءَ العذاب، ويسوسون وطننا بسياسات الفساد والإفساد والتنازل والإذعان.
واضاف البيان لقد تبنّت جماعة الاخوان المسلمين في سورية مبدأ الحوار نهجاً أصيلاً مع كافّة القوى والتيارات السياسية، وأكّدت ضرورةَ العمل الوطنيّ المشترك، ودعت إلى وحدة الصفّ الوطنيّ، للنهوض بأعباء التحرير ومقاومة الاستبداد، والسعي لإيجاد البديل الوطنيّ الجامع، وذلك انطلاقاً من رؤيتها الشرعية ومسؤوليتها الوطنية، فأصدرَتْ ميثاقَ الشرف الوطنيّ في شهر أيار 2001، والمشروع السياسيّ لسورية المستقبل في شهر كانون الأول 2004، والنداء الوطنيّ للإنقاذ في شهر نيسان 2005، وأيّدت كلّ المبادرات الخيّرة التي قامت بها مختلف القوى الوطنية داخلَ سوريةَ وخارجَها، وأجْرَتْ مع معظم هذه القوى حواراتٍ مفيدة، ووصلت معها إلى توافقاتٍ وطنيةٍ ثنائيةٍ ومتعدّدة، يُعتبَرُ (إعلانُ دمشقَ للتغيير الوطنيّ الديمقراطيّ) الذي صدر في دمشق هذا اليوم، تتويجاً لها.
واعتبر البيان اعلان دمشق نداءٌ للتحرّر من الذاتيات الضيقة، ومن نوازع الخوف والكراهية والتوجّس التي أفرزتها سياسات المجموعة الحاكمة، واستجابةٌ لضروراتِ بناء المجتمع السوري الحيّ المتآخي، وبناء سوريةَ دولةً حديثةً لجميع أبنائها، دولةً إيجابيةً قوية، تشاركُ في صنع الحضارة والسلم والاستقرار.

مصادر
ايلاف