<<إعلان دمشق>> يوحد المعارضة السورية ... لكنه يواجه تشكيكاً بنوايا واضعيه
وصف محللون سوريون أمس النداء المشترك الذي وجهته قوى معارضة سورية أمس الأول باسم <<إعلان دمشق>> ودعت فيه الى <<تغيير جذري وديموقراطي>> في سوريا، تحولا مهما في الحياة السياسية.
في المقابل، قالت رئيسة حزب التجمع الديموقراطي الحر رهاب البيطار <<إنني اشكك بنية بعض أحزاب المعارضة التي أصدرت بيان دمشق في هذا الوقت مستفيدة من الضغوطات الخارجية والاقليمية من قبل دول الجوار على سوريا>>.
واعتبرت البيطار ان <<اي استهداف للنظام في هذا الوقت هو استهداف لسوريا وخاصة من قبل من يستفيدون من قوى اجنبية>>.
ودعت البيطار المسؤولين عن هذه الاحزاب الى ان <<يتقوا الله في بلدهم وشعبهم لان مثل هذه البيانات خاصة في مثل هذا الوقت لا تعبر عن سلامة النوايا>>.
وقال المفكر السوري برهان غليون، الذي يقيم في باريس، <<للمرة الاولى تعلن القوى السورية الرئيسية المعارضة عن انشاء اطار للعمل من اجل بناء تحالف وطني عريض>>.
وأضاف ان هذا <<التجمع من الفئات المختلفة يمكن ان يكون حركة وطنية ديموقراطية من اجل التغيير>>.
وحول ما يتردد عن ان جماعة الاخوان المسلمين هي القوة المعارضة الاقوى التي يمكن ان تستفيد من هذا التحرك لتتسلم السلطة في سوريا، قال غليون <<هناك مبالغة كبيرة داخل سوريا لقوة الاخوان المسلمين وقدرتهم على السيطرة>>، مضيفا <<برغم ان المجتمع عاد بشكل قوي إلى الدين، فهذا لا يعني اطلاقا انه ينتمي الى الاخوان المسلمين>>.
أما الكاتب السوري ميشيل كيلو فاعتبر من جهته ان <<الهدف من هذا الاعلان هو خلق القوى القادرة على اجراء اصلاح ديموقراطي وليس الهدف منه اعلان حرب على النظام>>.
وقال ان المعارضة السورية تطرح للمرة الاولى <<بكل اطيافها رؤية موحدة وبرنامج عمل موحدا>>، مشيرا إلى انها <<منذ هذه اللحظة لم تعد مجزأة>>.
وتابع كيلو ان هذا الاعلان <<له علاقة بشعور الناس بعد الانسحاب من لبنان واشتداد الضغوط على سوريا>>، معتبرا ان البلاد <<بحاجة الى جهود كل ابنائها>>.
واعتبر العضو في قيادة حزب الشعب الديموقراطي السوري جورج صبرا ان هذا الاعلان يشكل <<بداية مرحلة جديدة>>.
إلى ذلك، قال الخبير البريطاني في الشؤون السورية باتريك سيل إن <<وفاة (وزير الداخلية السوري)، غازي كنعان تظهر أن هناك توترا شديدا في القمة، ربما صراع داخلي على السلطة>>. لكنه أضاف أن ذلك لا يعني بالضرورة أن قبضة الرئيس بشار الأسد على السلطة تضعف. وأوضح <<علينا أن نشير إلى أن النظام لا يزال يسيطر على الجيش وأجهزة الأمن. المعارضة السورية ضعيفة جدا وأميركا تغوص في المستنقع العراقي>>. وتابع <<اعتقد أن فرص نجاة النظام أفضل مما يعتقد العديد من الناس>>.

مصادر
السفير (لبنان)