كشفت صحيفة «يديعوت احرونوت»، أمس عن الحملة التي قام بها عملاء «الموساد» الإسرائيليون وكوماندوز البحرية الإسرائيلية خلال سنوات السبعينات بجلب شبّان وشابات يهود من العاصمة السورية ، للعيش في إسرائيل اثناء ولاية رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير، من دون علم النظام السوري بالقضية.

ويكشف الصحافي الإسرائيلي، غادي سوكينيك، المقدّم الحالي لنشرة الأخبار المركزية في القناة الثانية، والذي كان محاربًا أيضًا في «كوماندوز» البحرية الإسرائيلية (وشريكًا فيها) عن الحملة التي تنشر تفاصيلها لأول مرة بعدما حافظت إسرائيل على سرية الحملة واحتفظت بتفاصيلها في أرشيف الحملات المخابراتية.

أطلق «الموساد» اسم «سميخا» (اى دثار اوبطانية) على الحملة والتي تزامنت مع بداية سنوات السبعينات واستمرت سنوات عديدة قام «الكوماندوز» الإسرائيلي من خلالها وحسب «يديعوت أحرونوت» بالسفر مرات عديدة إلى سوريا ولبنان بطرق مدروسة ومخطط لها.

قرّرت أجهزة المخابرات الإسرائيلية أن تخرج إلى مثل هذه الحملة من خلال جلسات مطولة في مكاتب المخابرات في تل أبيب، بعد أن وصلت على حد ادعاء الصحيفة، معلومات لـ «الموساد» مفادها بأنّ «الطائفة اليهودية في دمشق وحلب تعيش أوضاعًا صعبة للغاية وأنّ الشبان والشابات اليهود في سوريا يفعلون كل ما بوسعهم من أجل الخروج من هناك نتيجة الصعوبات التي يواجهونها وخاصة النساء منهم».

وجنّد الموساد أعضاء «الكوزا نوتسرا» (لقب لبعض محاربي الكوماندوز البحري) من أجل القيام في هذه العملية على الحدود السورية. كان اعضاء الفريق «أقوياء ومتميزين» حسب معايير الموساد الإسرائيلي: معظمهم من أصول غير إسرائيلية ويتحدثون لغات أخرى غير العبرية مثل الفرنسية. كان هؤلاء يشاركون في حملات «الموساد» المعقدة والخطيرة وشاركوا في حملات عديدة داخل الشرق الأوسط لم تذكر تفاصيلها.

وذكرت الصحيفة أن واحدة من الحملات كانت في خريف 1972. حيث أبحرت سفينة إسرائيلية تحمل الصواريخ وشقت طريقها نحو شواطئ سوريا. وقام فريق مكون من «الكوماندوز» البحري الإسرائيلي، بقيادة غادي كارول بالنزول من السفينة عن طريق قوارب إلى البحر.

خرج ثلاثة من أعضاء «الموساد» يرتدون لباساً تقليدياً سورياً مع كوفية. ويحملون حقائب مغلقة. من بين ما حملوه في الحقائب كان مسدسات وسافر الجميع عن طريق البحر إلى سوريا.

استطاع الموساد وأثناء تواجده هناك بمساعدة العميل «المحلي» نشر سمعة «بحذر» مفادها بأن «هناك فرصة للتخلص من سوريا». انتقلت السمعة بين من ينوون الهجرة إلى إسرائيل وتم تجميعهم عن طريق عميل «محلي» لإسرائيل.

استطاع الموساد أن يجمع عدداً من الفتيات على متن سيارة نقل يقودها عميل الموساد «المحلي». كان على متنها أيضًا العملاء القادمون من إسرائيل. وقاد «المحلي» السيارة نحو الشاطئ السوري. كانت الرحلة تحت غطاء «رحلة مدرسية للبنات». ووصلت السيارة إلى الشاطئ.

لم تكن العمليات مقتصرة حسب «يديعوت أحرونوت» على دمشق فقط، لا بل كان هناك حملة من قلب بيروت. كان عميل الموساد «المستعرب» في بيروت اسمه يتسحاك شاشون. الذي عاش عامين في سوريا ولبنان قبل قيام إسرائيل.

وأخذ على عاتقه ترتيب نقل المهاجرين من سوريا عن طريق لبنان إلى إسرائيل. رتب شاشون رحلة عن طريق علاقته الطيبة مع أناس من حلب الذين منحوه قارباً للصيد. ونقل قارباً من هناك وكان على متنه سوريون وصلوا إلى بيروت، وبالتحديد إلى المنطقة الواقعة تحت سلطة المسيحيين ورتب بيتاً لهم هناك ومن بيروت قام بتهجيرهم لإسرائيل.

مصادر
يديعوت أحرنوت (الدولة العبرية)