اعتبر الرئيس الاميركي جورج بوش أمس انه يتوجب على جميع الزعماء المسلمين، <<الذين لديهم حس بالمسؤولية>>، التنديد بالإرهابيين الذين يدعون أنهم يتحركون باسم الإسلام، مشيرا إلى أن القرآن انضم، للمرة الأولى، إلى مكتبة البيت الأبيض.

وقال بوش، خلال إفطار لدبلوماسيين من دول إسلامية وغير إسلامية ورجال دين مسلمين في البيت الأبيض، <<اعتقد أن الوقت قد حان كي يندد جميع الزعماء المسلمين الذين لديهم حس بالمسؤولية بإيديولوجية تستغل الإسلام لأغراض سياسية، وتدنس دينكم الشريف>>.

وشدد بوش، الذي ينظم إفطارا للسنة الخامسة على التوالي، على أن <<القتلة الذين يزهقون أرواح الرجال والنساء والأطفال الأبرياء يتبعون عقيدة عنيفة مختلفة كليا عن الدين الإسلامي، لقد أدانت عدة مراجع إسلامية الإرهاب مستندة إلى الآية 32 من السورة الخامسة>>، في إشارة إلى سورة المائدة.

ونصت الآية 32 من سورة المائدة على أنه <<من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا>>، إلا أن بوش أغفل في اقتباسه بالإنكليزية بداية الآية الموجهة إلى <<بني إسرائيل>>.

وأوضح بوش أن <<هؤلاء المتطرفين يحرفون فكرة الجهاد، بتحويلها إلى دعوة للقتل الإرهابي لكل شخص لا يؤمن برؤيتهم المتطرفة، بمن فيهم المسلمون من تقاليد أخرى، الذين يصفونهم بأنهم مرتدون>>، مؤكدا أن <<استراتيجيتهم سوف تفشل>>.

وأشار بوش إلى أن <<العديد من كبار المسؤولين المسلمين سبق أن ادانوا علنا الإرهاب>>، مؤكدا <<الاحترام الكبير>> الذي يكنه لالتزام المسلمين <<بالإيمان والعائلة والتعليم>>، موضحا <<من اجل تشجيع فهم أفضل لثقافتينا، لقد شجعت العائلات الاميركية على السفر إلى الخارج، ولقاء عائلات مسلمة، ولقد شجعت العائلات الاميركية على استقبال طلبة قادمين من دول إسلامية>>.

وقال بوش <<للمرة الأولى في تاريخ بلادنا، لقد أضفنا القرآن إلى مكتبة البيت الأبيض>>، مضيفا <<إنني ممتن للدول الإسلامية التي انضمت إلى التحالف في الحرب على الإرهاب، بما يشمل العديد من الدول التي وقعت ضحية الإرهاب هي أيضا>>. وأعرب عن اعتقاده بأن انتشار الحرية والعدالة والتسامح في الشرق الأوسط سوف يقود إلى السلام الذي ننشده جميعا.

وخلال الإفطار كان هناك رجال ونساء حاضرون معا في حفل الاستقبال، إلا أن البيت الأبيض وضع لائحتين منفصلتين للمدعوين، الأولى لائحة الرئيس، وتتضمن حوالى مئة سفير ومسؤول من المسلمين، اغلبهم من الذكور، في حين وضعت اللائحة الثانية باسم السيدة الاميركية الأولى، التي لم تشارك في الإفطار، وتضمنت حوالى 30 اسما، غالبيتهم من النساء.

مصادر
السفير (لبنان)