كفانا تنازلا: بهذا العنوان استهل الكاتب الإسرائيلي أليكس فيشمان مقاله في صحيفة ’’يديعوت أحرونوت’’ يوم الإثنين الماضي محيلا إلى العملية التي نفذتها عناصر فلسطينية في الضفة الغربية، وتحديدا في جنوب مدينة بيت لحم وأدت إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين• وينصح الكاتب في بداية مقاله الفلسطينيين بأن ينسوا ما كان يراودهم من أمل قبل فترة وجيزة بإعادة مدينة بيت لحم إلى السلطة الفلسطينية• فبعدما كانت إسرائيل تفكر جديا في تسليم بعض مدن الضفة إلى الفلسطينيين ضمن مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى إظهار حسن نيتها تجاه السلطة الفلسطينية، جاءت هذه العملية لتثبت، برأيه، أن الفلسطينيين ليسوا مستعدين بعد لضبط الأمور الأمنية• وكرد على العملية يقول الكاتب إنه سيتم التضييق على حرية تدفق العمال الفلسطينيين إلى المناطق الصناعية داخل إسرائيل، كما سيتم إغلاق بعض الطرق لهذا الغرض• وفي الوقت الذي بدأ فيه الفلسطينيون ينسون تلك الإجراءات المتشددة ضدهم، فإن إسرائيل أيضا تراخت في الآونة الأخيرة عن ضبط الأمن بعد مرور بضعة أسابيع من الهدوء الزائف•

أول دستور في إسرائيل: تطرق الكاتب الإسرائيلي ’’ألوف بين’’ في مقاله المنشور يوم الإثنين الماضي في جريدة ’’هآرتس’’ إلى الاقتراح الذي تقدم به ’’معهد الديمقراطية في إسرائيل’’ والقاضي بصياغة دستور يحظى بإجماع كافة أطياف المجتمع الإسرائيلي• وبالرغم من أن الاقتراح يبدو جديداً وغير مسبوق إذ يسعى إلى تأصيل مفهوم ’’الدولة اليهودية’’ في المؤسسات الرسمية، فضلا عن توطيد الحقوق المدنية من خلال وثيقة مكتوبة، إلا أن الواقع يشير، حسب الكاتب، إلى أن هذا الدستور المقترح يسعى بالدرجة الأولى إلى ترسيخ الوضع الراهن في بعديه السياسي والاقتصادي، وتثبيت الوضع المتدني للمواطنين العرب داخل إسرائيل• ويرجع الكاتب عدم توفر إسرائيل على دستور إلى الصراع المحتدم بين المتدينين والعلمانيين حول بعض القضايا العالقة• ولتفادي هذا الخلاف بين الفريقين اقترح المشرع تسوية ترضي الطرفين يحصل بموجبها العلمانيون على حق إقرار الزواج المدني دون الحاجة إلى المرور عبر المؤسسة الدينية، في مقابل سماحهم بإغلاق المحلات التجارية في عطلة أيام السبت• وقد نص مشروع الدستور على أن ’’الأنشطة الترفيهية’’ ستظل قائمة في أيام السبت، ولن يطال المنع سوى الأنشطة التجارية باستثناء الأنشطة الصغيرة والمحدودة، أو بعض محطات الوقود، والصيدليات بعد حصولها على الترخيص• ولا يعتقد الكاتب أنه من المجدي فرض الالتزام بعطلة يوم السبت على كافة الإسرائيليين، لأنها مسألة شخصية ترتبط بالعادات والتقاليد مشيرا إلى أن أغلب اليهود يحترمون العطلة دون الحاجة إلى التنصيص عليها في أية وثيقة ملزمة•

أبومازن ليس ضعيفا: نشرت صحيفة ’’هآرتس’’ يوم الإثنين مقالا للكاتب الإسرائيلي داني روبنشتاين يقيم فيه مدى الشعبية التي يتمتع بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس• فبالرغم من الوضع الميداني المتردي وعجز ’’أبومازن’’ عن النهوض بمتطلبات المرحلة من تفكيك سلاح المنظمات الإرهابية، ووضع حد للانفلات الأمني في غزة عقب الانسحاب الإسرائيلي، إلا أن اللافت للنظر هو صعود شعبية محمود عباس حسب استطلاع للرأي أجرته جامعة بير زيت مؤخرا• ووفقا لهذا الاستطلاع ارتفعت نسبة الدعم التي حصل عليها أبومازن من 33% خلال شهر أبريل الماضي، إلى حوالي 45% خلال الشهر الجاري• ويبرز هذا الارتفاع بشكل واضح في قطاع غزة، حيث أعرب معظم المستجوبين عن تأييدهم لسياسات ’’أبومازن’’، لا سيما فيما يتعلق بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، وفرض الحظر على حمل السلاح في الأماكن العامة، وقرار ’’أبومازن’’ بعدم نزع سلاح ’’حماس’’• والأهم من ذلك التوقيت الذي نشر فيه استطلاع الرأي حيث جاء قبيل الزيارة التي سيقوم بها أبومازن إلى الأردن ومصر وفرنسا والولايات المتحدة• وبالرغم من أن تلك النتائج تعزز من مكانة ’’أبومازن’’ الدولية، إلا أن مساعديه يعتقدون أن أرييل شارون يشن حملة دعائية تستهدف النيل من شعبيته بذريعة فشله في مواجهة ’’حماس’’ والوقوف ضدها•

الضغط على سوريا: خصصت صحيفة ’’جيروزاليم بوست’’ افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي للحديث عن الموقف الإسرائيلي إزاء ما يجري حالياً على الجبهة السورية من تطورات• وتنتقد الصحيفة الطلب الذي تقدمت به إسرائيل إلى الولايات المتحدة والقاضي بالتريث في مسألة تغيير الوضع السوري خشية أن يهدد استقرار المنطقة بما في ذلك إسرائيل• وفي المقابل أبدت إسرائيل دعمها للجهود الأميركية الرامية إلى الضغط على النظام السوري كي يغير من سياسته في المنطقة والتوقف عن مساندة المنظمات الفلسطينية• ويأتي هذا الموقف الإسرائيلي، حسب الصحيفة، بعد تسرب معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة قدمت عرضا إلى سوريا يقضي بفتح علاقات ودية مع الولايات المتحدة شريطة تخلي دمشق عن دعم الإرهاب• وتطمح واشنطن إلى اتباع سوريا نفس طريق ليبيا في تغيير سياستها دون اللجوء إلى التدخل العسكري• وتتوقف استجابة دمشق، حسب جيروزاليم بوست، على التطورات التي ستحصل في المنطقة، خصوصا لجهة الضغوط المتنامية على النظام السوري• غير أن الصحيفة تعيب على الموقف الإسرائيلي تقديمه لمسألة الاستقرار في سوريا على إرساء الديمقراطية محذرة من الوقوع في الأخطاء القديمة التي ارتكبتها الولايات المتحدة عندما قامت بدعم الأنظمة الديكتاتورية في العالم العربي على حساب انفتاحها الديمقراطي• ولم تتعظ أميركا إلا بعد وقوع هجمات 11 سبتمبر فاضطرت إلى تغيير نهجها ودعم الديمقراطية، وهو ما تعتقد الصحيفة بضرورة مواصلته في سوريا أيضاً•

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)