"طردناكم من غزة وسنطردكم من الضفة والقدس" ـ هكذا يعلن قادة "المخربين" منذ فك الارتباط، والان بدأوا يضغطون على الزناد.
العملية التي وقعت امس، جاءت استمراراً لسلسلة عمليات اطلاق النار في الطرقات في الآونة الأخيرة، وهي ليست مفاجئة وتلبي احتياجات "منظمات الارهاب": لا يريدون ان يمحوا من الوعي الفلسطيني "انتصار الارهاب" وطرد اسرائيل من غزة. ولهذا فهم يحاولون اخذ نموذج كفر داروم ونيتساريم وتطبيقه على غوش عتسيون وعاليه.

سبب آخر هو شهر رمضان، الشهر الذي يعد فيه القيام بفريضة الجهاد أهم منه في غيره من ايام السنة، والجزاء على المشاركة في الجهاد مضاعف، ولهذا فان شهر رمضان مفعم بالدم وبقتل اليهود. وجاء توقيت العمليتين للتخريب على زيارة ابو مازن في البيت الأبيض لدى الرئيس بوش. وهذا تصريح ميداني تجاه ابو مازن، مفاده ان الكفاح المسلح سيستمر، وان المفاوضات السياسية لن تكون بديلا له.

ولما كانت عملية في مثل هذا التوقيت هي تصريح تكتيكي، فان الافتراض هو أنه رغم ان كتائب شهداء الاقصى، جنود أبو مازن في فتح، تبنوا المسؤولية عن العمليتين ـ فان من يقف خلفهما حقا هم من حماس، ممن يفضلون الا"تلوث" حركتهم باتهامات الارهاب في هذه الفترة.

العمليتان تضعان ابو مازن في حرج كبير. فصباح امس نشرت السلطة الفلسطينية بيانا عن نجاحها في احباط 17 عملية ارهابية موجهة ضد اسرائيل، ولكن بوش لا يعنيه من نفذ العملية ـ فتح، الجهاد أو حماس، بالنسبة له الارهاب هو ارهاب، والعنوان الفلسطيني للمطالبة بالعمل ضده هو واحد ـ ابو مازن. التنديدات بالعمليات والكلمات الجميلة ضد الارهاب لن تُجدِ ابو مازن نفعاً طالما لم يفعل شيئاً للقضاء على الارهاب.

مصادر
يديعوت أحرنوت (الدولة العبرية)