نشرت صحيفة "هآرتس" امس تحقيقا لتسفي برئيل عن الخلافات داخل عائلة الاسد عشية نشر تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس جاء فيه: "من بين القصص الاكثر اثارة لعائلة الاسد تلك المتعلقة بالعلاقة بين بشار الاسد وآصف شوكت رئيس المخابرات العسكرية. فشوكت الذي عانى الكثير قبل ان يحظى بموافقة حافظ الاسد للزواج بابنته بشرى، اختلف قبل خمس سنوات مع ماهر الاسد شقيق بشار الذي يشغل منصب رئيس الحرس الجمهوري. وسبب الخلاف تصريحات شوكت الحادة ضد رفعت الاسد المنفي منذ سنوات عديدة في باريس.

بعد وفاة باسل الاسد في حادث سير استدعي بشار من لندن للبدء باعداده لوراثة والده. اقترح حافظ على ابنه استمالة شوكت. وعمل بشار بنصيحة والده وبات شوكت اليوم الرجل الاقوى في النظام السوري والاكثر قربا من بشار. ومن الدلائل على حسن العلاقات بين الاثنين استعداد بشار للسماح لرئيس لجنة التحقيق الدولية باستجواب شقيقه ماهر ولكن ليس شوكت. وتقول الاشاعات في سوريا ان بشار مستعد للتضحية برأس اخيه ماهر شرط ان يخرج هو وشوكت بريئين من التحقيق في اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري.

وسط اندلاع صراعات القوة داخل عائلة بشار وبين القريبين منها، برز دور اللواء غازي كنعان وزير الداخلية السوري الذي انتحر الاسبوع الماضي. عندما تولى بشار عام 1998 معالجة ملف لبنان قبل توليه الرئاسة ووفاة والده بدأ حملة لمكافحة الفساد، وكانت تلك السنة الاخيرة لتولي رفيق الحريري رئاسة الحكومة. في السنة نفسها فاز اميل لحود الموالي لسوريا برئاسة الجمهورية اللبنانية بعد ضغط كبير مارسه حافظ الاسد. ومثلما فعل الاسد بدأ لحود حملة لمحاربة الفساد وتبين انها موجهة في صورة خاصة ضد الحريري والقريبين منه الذين دفعوا طوال سنوات ملايين الدولارات لزعماء الحكم السوري من اجل الحصول على موافقة دمشق على سياستهم. ولكن حملة لحود التطهيرية توقفت بعد وقت قصير بعدما تبين انها تمس برئيس المخابرات السورية في لبنان غازي كنعان الذي كان في طليعة قائمة الذين يقبضون من الحريري. في ذلك الوقت اقترح لحود على الاسد إبعاد كنعان عن منصبه وتعيين آصف شوكت صهره مكانه. لكن بشار خاف اتخاذ خطوة بعيدة المدى فأبقى كنعان سنوات في منصبه قبل ان يعينه رئيسا للمخابرات السياسية ويجعله وزيرا للداخلية. كنعان الذي شعر بأنه ملاحق وبأن وضعه غير مستقر سعى ليثبت ولاءه لنظام الاسد وفي الوقت نفسه ظل يتعاون بصورة وثيقة مع رفيق الحريري. داخل اوساط الرئيس الاسد كان هناك من يعتقد ان كنعان بات يملك قوة كبيرة ومن الافضل قص اجنحته. في لبنان يتحدثون عن الخلاف بين كنعان وخليفته رستم غزالي الذي كان يملك معلومات كثيرة عن صفقات كنعان في لبنان المالية والسياسية. وفي اعقاب التحقيق الدولي نشأ وضع شعر فيه كنعان بأن جميع الاطراف تخلوا عنه بمن فيهم بشار.

بعد يومين يقدم ميليس تقريره الى الامين العام للامم المتحدة. عندما تنشر علنا نتائج التحقيق سيكون في امكاننا ان نعرف ليس من قتل رفيق الحريري فحسب، وانما من يتحكم في الامور في نظام الاسد".

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)