اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبومازن» إسرائيل بتقوية الفلسطينيين الذين يرفضون برنامجه للسلام باستمرارها في عزل قطاع غزة بعد أن انسحبت منه وبتوسيعها المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، فى وقت كشفت مصادر اسرائيلية عن ان رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون سيعمل على اجتذاب مليون يهودي لاسرائيل خلال 15 عاماً.

وقال أبومازن في مقال نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أمس وقبل ساعات من محادثاته في البيت الابيض مع الرئيس الاميركي جورج بوش انه فعل ما عليه لتمهيد الطريق لتحقيق السلام بالبدء في الاصلاحات الامنية والتزام النشطاء بالهدنة بشكل عام.

وكتب: للأسف لا يستطيع الفلسطينيون متابعة خريطة الطريق وحدهم، مشيرا الى خطة للسلام اقترحتها الولايات المتحدة تدعو لاقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية بجواراسرائيل امنة، وأضاف: اسرائيل تضع عقبات أمام عودة كاملة وغير مشروطة لطاولة التفاوض وتتصرف وكأن اسرائيل تستطيع حل صراع الشرق الاوسط من جانب واحد.

وقال انه رغم اتمام اسرائيل سحب مستوطنيها وجنودها من غزة الشهر الماضي بعد احتلال دام 38 عاما الا أن الدولة اليهودية تبقي القطاع معزولاً عن العالم الخارجي برا وبحرا وجوا، وأضاف أن مستوطنات اسرائيلية أكبر بكثير تنمو بمعدل متسارع في الضفة الغربية وأن اسرائيل مستمرة أيضا في بناء جدار عازل في الاراضي المحتلة اعتبرته المحكمة الدولية غير شرعي.

وقال: عدم احترام اسرائيل لخريطة الطريق له تأثير سلبي قوي على المجتمع الفلسطيني في وقت حرج للغاية بالنسبة لتطورنا الديمقراطي. وأضاف: هناك صراع دائر بين المعتدلين والاصوليين لكسب عقول وقلوب الشعب الفلسطيني.

ورفض ابومازن مطالب اسرائيل بنزع أسلحة الفصائل الفلسطينية وحلها بسرعة قائلا ان هذه وصفة لاشعال حرب أهلية طالما أن الفلسطينيين لا يرون أفقا لاقامة دولة تتوافر لها مقومات البقاء في الضفة الغربية وغزة.

وقال ان السياسة الاسرائيلية تسير عكس الرؤية التي تبناها هو وبوش في محادثات مايو الماضي بشأن فتح غزة كي تستطيع تحقيق التنمية الاقتصادية المطلوبة واتخاذ خطوات لتحقيق السلام في الضفة الغربية.

وأشار الى أنه أوجد مناخا للسلام منذ انتخابه في يناير الماضي وأن استطلاعات الرأي توضح بثبات أن غالبية الفلسطينيين يريدون العيش في دولة تعيش في سلام بجوار اسرائيل.

وكتب يقول: بيد أن مناخ السلام هذا يحتاج الى مساعدة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.. لانه بدون ضغوط متواصلة على الحكومة الاسرائيلية كي تجلس وتتفاوض فان اسرائيل ستدعم فقط هؤلاء الفلسطينيين الذين لا يشاركون الغالبية رغبتها في تحقيق السلام.

من ناحيتها اشارت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية الى أن ابومازن قد يلقى تعاطفا من بوش مع شكواه بشأن توسعة المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

وقالت رايس للجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ الأربعاء: الإسرائيليون خرجوا من غزة وهناك اتصالات وعلاقات بين الاسرائيليين والفلسطينيين لم تشهدها السنوات الماضية بسبب ما قاموا به من تنفيذ خطة فك الارتباط في غزة.

وقالت رايس ان الولايات المتحدة تعارض اعتزام الدولة اليهودية بناء منازل للمستوطنين في منطقة تعرف باسم اي-1 تقع بين القدس ومعاليه ادوميم أكبر مستوطنة في الضفة الغربية.

واضافت:ابلغنا الاسرائيليين بشكل واضح أن ذلك يتعارض مع السياسة الاميركية... اننا بالفعل بحكم القانون نخصم بعض الموارد التي نوجهها للاسرائيليين في اطار ضمانات القروض الخاصة بهم بسبب النشاط الاستيطاني.

في هذه الاثناء ذكرت تقارير إذاعية إسرائيلية أمس أن رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون سيعمل على أن يصل نحو مليون يهودي إلى إسرائيل على مدى السنوات الخمس عشرة المقبلة.

ونقل راديو إسرائيل عن شارون قوله خلال استقباله مجندين من «القادمين الجدد» في القدس بمناسبة الاحتفال بعيد «المظال» (سوكوت) إنه «سيعمل على استقدام مليون يهودي خلال هذه الفترة».

مصادر
البيان (الإمارات العربية المتحدة)